اليوم العالمي لغسل اليدين

يُصدر تيار المستقبل السوري هذا البيان بمناسبة اليوم العالمي لغسل اليدين، الذي يُصادف الخامس عشر من تشرين الأول من كل عام، تأكيدًا على أهمية هذا اليوم في ترسيخ ثقافة الوقاية الصحية، وتعزيز السلوكيات الفردية التي تسهم في حماية المجتمع من الأمراض المعدية، لا سيما في ظل التحديات الصحية والبيئية التي تواجه سورية والمنطقة.

يُذكر تيار المستقبل السوري بأنه أُطلق هذا اليوم لأول مرة عام 2008 بمبادرة من الشراكة العالمية لغسل اليدين، بدعم من منظمات دولية كاليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، وذلك استجابةً للانتشار الواسع للأمراض الناتجة عن ضعف النظافة الشخصية، وغياب الوعي الصحي في العديد من المجتمعات النامية، وقد أثبتت الدراسات أن غسل اليدين بالماء والصابون يمكن أن يقلل من معدلات الإصابة بالإسهال بنسبة تصل إلى 50%، ومن أمراض الجهاز التنفسي بنسبة تقارب 25%.
وفي سورية، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، فإن تعزيز ثقافة النظافة الشخصية، وعلى رأسها غسل اليدين، يُعد ضرورة وطنية وأخلاقية، حيث تشير الإحصاءات إلى أن نحو 75% من الأسر السورية تمتلك مرافق لغسل اليدين بالماء والصابون، وهي نسبة تُظهر تقدّمًا نسبيًا، لكنها لا تعكس الواقع الكامل في المناطق الريفية والمخيمات التي تعاني من ضعف البنية التحتية الصحية.

إن تيار المستقبل السوري يرى في هذا اليوم فرصة لتجديد الالتزام الوطني تجاه الصحة العامة، ويؤكد أن ترسيخ قيم النظافة لا يقتصر على الجانب الطبي، بل يمتد إلى الجذور الثقافية والدينية التي تُشكّل وجدان المجتمع السوري، فقد جاءت تعاليم الإسلام واضحة في الحث على الطهارة، حيث قال رسول الله ﷺ: "الطهور شطر الإيمان"، كما أن المسيحية تُعلي من شأن النقاء الجسدي والروحي، وتربط بين الطهارة الخارجية والصفاء الداخلي، كما ورد في الكتاب المقدس: "نقّني فأبيض أكثر من الثلج" (مزمور 51: 7).

من هذا المنطلق، يدعو تيار المستقبل السوري إلى:

  • تعزيز برامج التوعية الصحية في المدارس والمجتمعات المحلية، وربطها بالقيم الدينية والثقافية الراسخة.
  • دعم المبادرات التي تهدف إلى توفير المياه النظيفة والصابون في المناطق المحرومة.
  • إدماج مفهوم الوقاية الصحية في السياسات العامة، باعتباره جزءًا من الأمن الإنساني.
  • تشجيع الإعلام المحلي على تسليط الضوء على أهمية السلوكيات الصحية اليومية، ومنها غسل اليدين.

يعتبر تيار المستقبل السوري أن بناء سورية المستقبل يتطلب مجتمعًا واعيًا، وصحيًا، ومتماسكًا، يبدأ من أبسط السلوكيات التي تحمي الإنسان وتصون كرامته، وغسل اليدين ليس مجرد فعل يومي، بل هو تعبير عن احترام الذات والآخر، وعن الإيمان بأن الوقاية مسؤولية جماعية.

شاركها على:

اقرأ أيضا

إعادة تكوين الإنسان العربي: من التهميش إلى الولادة الجديدة

التحديات التي تواجه الإنسان العربي وكيف يمكن إعادة تكوينه من التهميش إلى التحول الإيجابي.

4 ديسمبر 2025

أنس قاسم المرفوع

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية في مرحلتي ما قبل وبعد سقوط نظام الأسد

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية قبل وبعد سقوط نظام الأسد وتأثيرها على الاقتصاد والمجتمع.

4 ديسمبر 2025

إدارة الموقع