يتابع تيار المستقبل السوري ببالغ التقدير والاهتمام المبادرة الإنسانية والوطنية التي أطلقها عدد من الأطباء السوريين في المهجر تحت عنوان "أطباء الحولة في المهجر"، والتي تهدف إلى دعم مستشفى الحولة في ريف حمص الشمالي، عبر تأمين احتياجاته الأساسية لمدة ثلاثة أشهر، وتوسيع أقسامه وتجهيز طوابقه العليا، بما يضمن استيعاب الأعداد المتزايدة من المراجعين، والتي تجاوزت سبعة آلاف حالة شهريًا.
تيار المستقبل السوري يرى بتن هذه المبادرة، تمثل نموذجًا حيًا للارتباط العميق بين السوريين في الشتات ووطنهم، وتؤكد أن الانتماء لا تحدّه الجغرافيا، ولا تقطعه المسافات، بل يتجلى في الفعل الإنساني والمبادرة المهنية التي تعيد وصل ما انقطع بفعل الحرب والتهجير.
يعتبر تيار المستقبل السوري أن هذه الخطوة ليست مجرد دعم طبي، بل هي فعل سياسي وأخلاقي يعيد الاعتبار لفكرة التضامن الوطني، ويؤسس لثقافة جديدة من العمل المدني العابر للحدود، حيث يتحول الشتات السوري من حالة اغتراب إلى قوة فاعلة في إعادة بناء المجتمع، وترميم ما خلفته سنوات القهر والتدمير.
إننا في تيار المستقبل السوري نثمّن هذه الجهود المباركة، وندعو إلى تعميم هذا النموذج في مختلف القطاعات الحيوية، من تعليم وصحة وخدمات بكل المحافظات والمدن والقرى، عبر شبكات مهنية ومدنية سورية في الخارج، تكون قادرة على دعم الداخل بطرق مؤسسية ومستدامة، بعيدًا عن الاصطفافات السياسية أو الحسابات الضيقة.
كما نؤكد أن دعم مستشفى الحولة، الذي كان شاهدًا على مراحل من الثورة والمعاناة، يحمل رمزية وطنية عالية، ويعيد الاعتبار لمناطق طالها التهميش والنسيان، ويمنح أهلها بارقة أمل في استعادة الحياة والكرامة.
يدعو تيار المستقبل السوري كافة القوى المدنية والمهنية السورية، في الداخل والخارج، إلى التكاتف من أجل بناء شبكات دعم وطنية، تُعيد للسوريين ثقتهم بأنفسهم، وتُرسّخ قيم التضامن والمواطنة، في سبيل سوريا حرة، موحدة، عادلة، لكل أبنائها.