وُلد سعيد إسحاق عام 1902 في قلعة الأمراء – ولاية ماردين، ونشأ في كنف عائلة سريانية أرثوذكسية عريقة متجذرة في أرض الشام. تلقى تعليمه الأولي في مدرسة الرقبة بدير الزعفران حيث أتقن العربية والكردية واطّلع على التركية إلى جانب لغته الأم السريانية.
كما تعمّق في دراسة الأديان الإبراهيمية: الإسلام والمسيحية واليهودية، مما منحه أفقاً واسعاً ورؤية متسامحة تجاه التنوع الديني والثقافي في وطنه.
انتقل إلى عامودا بعد قرار ضم ماردين إلى تركيا.
عمل أولاً في مدّ سكة الحديد بين العراق وسورية، ثم في التجارة البسيطة ببيع الأقمشة.
عُرف في عامودا بلقب "أبي الفقراء" لكرمه وتعاطفه، حيث كان يوزّع جزءاً من محاصيله الزراعية على المحتاجين بشكل سري، ويرسل الهبات للجوامع والكنائس.
وقد تعرّضت محاصيله للمصادرة مراراً من قبل السلطات الفرنسية نتيجة مواقفه الوطنية.
- في عام 1928 أسس مجلس بلدية عامودا وانتُخب رئيساً له.
- عام 1932 ترشح للمجلس النيابي عن الحسكة والقامشلي ودجلة وفاز بعضوية مكتب المجلس وأمانة السر.
- عام 1936 نجح مجدداً ممثلاً عن الجزيرة السورية.
- عام 1943 فاز بمنصب المراقب البرلماني بـ 83 صوتاً من أصل 120.
- عام 1949 دخل المجلس النيابي عن قضاء القامشلي.
- في الأول من تشرين الأول 1951 أصبح نائب رئيس مجلس النواب.
وفي خضم الأزمة السياسية التي تلت استقالة حكومة حسن الحكيم وتكليف معروف الدواليبي، ثم انقلاب أديب الشيشكلي وحلّ البرلمان، قدّم الرئيس هاشم الأتاسي استقالته بتاريخ 2 كانون الأول 1951 إلى سعيد إسحاق، بصفته النائب الأول لرئيس مجلس النواب.
وبموجب الدستور، تولى إسحاق منصب رئيس الجمهورية بالنيابة لمدة 24 ساعة (من 2 إلى 3 كانون الأول 1951)، ليُسجّل اسمه كأول رئيس مسيحي لسورية المعاصرة.
توفي سعيد إسحاق في الولايات المتحدة عام 1989 بعد صراع مع المرض استمر خمس سنوات.
وقد أرسلت السفارة السورية العلم الوطني ليُلفّ بجثمانه تكريماً لمسيرته الوطنية.
إن استذكار شخصية مثل سعيد إسحاق ليس مجرد إحياء لذكرى تاريخية، بل هو دعوة للتأمل في مسار بناء الدولة السورية الحديثة، واستلهام قيم الحرية والسيادة والعدالة.
نحن في تيار المستقبل السوري نؤكد أن إرثه الوطني يمنحنا الإلهام لمواصلة العمل من أجل سورية جديدة، تحتضن تنوعها الديني والثقافي وتنهض بروح المواطنة الجامعة.
