في إطار التحولات الإيجابية التي تشهدها الساحة السورية عقب سقوط نظام الاستبداد في ديسمبر 2024، ومع استمرار جهود إعادة بناء الدولة السورية على أسس ديمقراطية وشاملة، يرحب تيار المستقبل السوري بوصول الوفد السعودي الرسمي إلى دمشق يوم الأحد 31 آب 2025، برئاسة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وتوقيع اتفاقيات خدمية وتنموية بين المملكة العربية السعودية والحكومة السورية الجديدة.
إننا نرى أن هذه الخطوة تمثل تطوراً مهماً في مسار تعزيز العلاقات العربية-السورية، وفتح آفاق تعاون إنساني وتنموي يدعم استقرار سورية وإعادة إعمارها، مع الحرص على الحفاظ على السيادة الوطنية والمصالح السورية العليا.
إن تيار المستقبل السوري، ككيان سياسي وطني مدني ولد من رحم الثورة السورية المباركة، يؤكد على الالتزام برؤية وطنية شاملة لبناء دولة مستقرة تعددية، ويثمن التركيز على مجالات الصحة، والتعليم، والخدمات الأساسية، التي تلبي احتياجات الشعب السوري الذي عانى لسنوات من آثار الحرب والتهميش، ونرى أن هذه الاتفاقيات يجب أن تكون خطوة نحو تحسين الظروف المعيشية ودعم العيش المشترك بين جميع مكونات الشعب السوري، مع الاستفادة من رفع العقوبات الدولية في حزيران 2025 كفرصة تاريخية لإعادة الإعمار وفق أولويات وطنية.
يدعو تيار المستقبل السوري أن تُنفذ هذه المشاريع تحت إشراف مؤسسات وطنية مستقلة، بعيداً عن أي شبهات فساد أو توظيف سياسي، لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه وتعزيز الثقة بين الشعب والحكومة، كما ندعو إلى إشراك المجتمع المدني والقوى السياسية في آليات الرقابة لتحقيق الفعالية والعدالة.
يدعو تيار المستقبل السوري إلى تعزيز التعاون الأمني والإقليمي في سياق مواجهة التحديات الخارجية، بما في ذلك النفوذ الإيراني والتهديدات الإرهابية، ندعو إلى توسيع الشراكة مع المملكة العربية السعودية لتشمل التبادل المعلوماتي والدعم الاقتصادي، مع الحفاظ على السيادة السورية تجاه المنافسات الإقليمية مثل تلك مع تركيا والإمارات.
يدعو تيار المستقبل السوري الإخوة في المملكة العربية السعودية والدول العربية الشقيقة إلى مواصلة دعم الشعب السوري ليس فقط من خلال المشاريع الخدمية، بل أيضاً عبر الضغط الدبلوماسي لتحقيق حل سياسي عادل يضمن كرامة السوريين، وحقوق الإنسان، والمشاركة الواسعة لجميع القوى الوطنية في رسم مستقبل البلاد، بعيداً عن الإقصاء أو احتكار القرار، أو نجاح المشاريع الانفصالية والتخريبية لمسار بناء دولة المؤسسات.
يؤكد تيار المستقبل السوري أن أي انفتاح عربي-دولي على سورية يجب أن يكون مشروطاً بإصلاحات حقيقية، وترسيخ التعددية السياسية وحرية النشاط السياسي، مع الالتزام بمبادئ الثورة السورية، ومناقب الدولة، لتحقيق استقرار إقليمي يخدم مصالح الشعوب العربية جمعاء.
كما ونعلن أننا سنتابع تنفيذ هذه الاتفاقيات عن كثب، وندعو جميع الأطراف إلى الحوار الوطني الشامل لبناء سورية المستقبل.