يقف تيار المستقبل السوري في اليوم الدولي للديمقراطية، الذي يحتفل به العالم في الخامس عشر من أيلول من كل عام، ليجدد التزامه العميق والراسخ بمبادئ الحرية، والمساواة، والمشاركة الشعبية في صنع القرار، باعتبارها ركائز لا غنى عنها لبناء سورية المستقبل، سورية التي نحلم بها: دولة مدنية تشاركية، تعددية، تحترم حقوق الإنسان وتصون كرامة مواطنيها.
تيار المستقبل السوري يعتبر هذا اليوم محطة للتأمل في واقعنا السياسي والاجتماعي، ولتقييم مدى تقدمنا في ترسيخ قيم الديمقراطية في ظل ما مرّ به شعبنا من آلام وتضحيات، وما واجهه من تحديات جسيمة على مدار سنوات الصراع والانقسام.
يؤكد تيار المستقبل السوري أن الديمقراطية ليست ترفًا سياسيًا، بل ضرورة وطنية لتحقيق السلام المستدام، والعدالة الاجتماعية، والوحدة الوطنية.
يعتز تيار المستقبل السوري في إطار سعيه لتقديم رؤية وطنية متجددة، بإطلاقه تصورًا فكريًا وسياسيًا مبتكرًا خلال الورشة الوطنية التي عقدت في العاصمة دمشق بتاريخ 21 شباط / فبراير 2025، والتي جمعت نخبة من أبناء الشعب السوري من مختلف المشارب الفكرية والمناطق الجغرافية، تحت سقف الحوار الوطني المسؤول، في فندق إنانا، حيث تمخضت هذه الورشة عن بلورة مفهوم "الشورقراطية"، وهو تصور يجمع بين روح الشورى المستمدة من تراثنا الإسلامي والعربي، وبين آليات الديمقراطية الحديثة القائمة على التعددية، والتداول السلمي للسلطة، واحترام الحقوق الفردية والجماعية، حيث نرى بأن "الشورقراطية" ليست توليفة لغوية، بل هي مشروع سياسي متكامل يسعى إلى بناء نموذج حكم يراعي خصوصية المجتمع السوري، ويضمن مشاركة جميع أطيافه في صياغة القرار الوطني، بعيدًا عن الإقصاء أو الهيمنة.
يؤمن تيار المستقبل السوري أن نموذج الشورقراطية قادر على أن يكون حجر الأساس في بناء دولة قوية، ومستقلة، وعادلة، تحترم تنوعها الثقافي والديني، وتستند إلى إرادة شعبها الحرة، ومن هذا المنطلق، ندعو كافة القوى الوطنية، السياسية والمدنية، إلى الانخراط في نقاش جاد حول هذا التصور، والعمل على تطويره وتطبيقه بما يخدم المصلحة العليا لسورية.
يؤكد تيار المستقبل السوري أن الديمقراطية ليست هدفًا بعيد المنال، بل هي مسار يجب أن نلتزم به جميعًا، بكل ما يتطلبه من صبر، وتضحيات، وحوار، وسنظل نعمل دون كلل من أجل ترسيخ هذه القيم، وبناء وطن يليق بتضحيات أبنائه، ويمنحهم الحق الكامل في تقرير مصيرهم، وصياغة مستقبلهم.