النشأة والتعليم:
وُلدت الكاتبة سمر يزبك بتاريخ 18 آب / أغسطس 1970 في مدينة جبلة بمحافظة اللاذقية، ونشأت في بيئة محافظة ضمن الطائفة العلوية.
درست الأدب العربي في جامعة تشرين، لتدخل من بعدها عالم الأدب والكتابة في أواخر التسعينيات.
المسيرة الأدبية قبل الثورة:
بدأت يزبك بكتابة الروايات والقصص القصيرة التي تناولت قضايا المرأة، السلطة، والعنف الاجتماعي.
من أبرز أعمالها قبل الثورة رواية صلصال (2005)، التي مثّلت عملاً رمزياً ينتقد المؤسسة العسكرية في المجتمعات الشمولية.
تميّزت كتاباتها بالجرأة وكسر التابوهات، ما جعلها من أبرز الأصوات النسائية المتحررة في الأدب السوري الحديث.
الموقف من الثورة السورية:
مع انطلاق الثورة في آذار / مارس 2011، اتخذت سمر يزبك موقفاً واضحاً وصريحاً إلى جانب الحراك الشعبي.
شاركت في التظاهرات السلمية في دمشق وريفها، وكتبت مقالات يومية توثق الأحداث من قلب الميدان، أبرزها مقالها عن "جمعة العزة" الذي عبّر عن مأساة السوريين تحت القمع.
أصدرت في عام 2012 كتاب تقاطع نيران، الذي جمع شهادات حيّة من الداخل السوري خلال الأشهر الأولى للثورة.
أبرز الأعمال بعد الثورة:
- بوابات أرض العدم
- تسع عشرة امرأة
وهما عملان يوثّقان الثورة من منظور نسائي، ويكشفان عن معاناة النساء في ظل الحرب والاعتقال والنزوح.
النشاط المدني والحقوقي:
في حزيران / يونيو 2012، أسست سمر يزبك منظمة "النساء الآن من أجل التنمية"، وهي منظمة غير حكومية تعمل على تمكين النساء السوريات اقتصادياً وثقافياً.
- تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للنساء داخل سورية وفي مخيمات اللجوء.
- تدريب النساء على القيادة المجتمعية.
- افتتاح مراكز تعليمية في مناطق النزاع.
الحضور الدولي والجوائز:
نقلت سمر يزبك صوت الثورة إلى المحافل الثقافية والحقوقية في أوروبا.
نالت عدة جوائز دولية، منها:
- جائزة هارولد بنتر (2012)
- جائزة أوكسفام عن كتاب تقاطع نيران (2013)
- جائزة أفضل كتاب أجنبي في فرنسا عن كتاب العبور (2016)
الاستقلالية والموقف الفكري:
رغم أنها لم تنخرط في الأطر السياسية المعارضة، فضّلت سمر يزبك أن تبقى مستقلة، معتبرة أن الكلمة والعمل المدني أكثر تأثيراً.
واجهت انتقادات من بعض مؤيدي الثورة بسبب خطابها الحذر أحياناً، لكنها بقيت وفية لمبادئها، مدافعةً عن حقوق الإنسان، وعن النساء بشكل خاص.
إرث سمر يزبك:
تمثل سمر يزبك نموذجاً للمرأة السورية التي واجهت الاستبداد بالكلمة والموقف، ودَفعت ثمناً باهظاً من حياتها الشخصية والمهنية.
تُعد اليوم من أبرز الأصوات النسائية التي وثّقت الثورة السورية ورافقت آلامها وأسهمت في بناء مسارات مدنية بديلة.
تكريم تيار المستقبل السوري:
انطلاقاً من إيماننا في تيار المستقبل السوري بدور المثقفين والناشطين المدنيين في صناعة الوعي ومواجهة الاستبداد، نعلن تكريم الكاتبة سمر يزبك بمنحها درع التيار الرمزي، تقديراً لدورها ومواقفها وإنجازاتها.