يتوجه تيار المستقبل السوري بأصدق مشاعر التهنئة والتبريك إلى المؤمنين المسيحيين في سورية وفي أنحاء العالم كافة، بمناسبة حلول عيد الصليب المقدس، الذي يحمل في طياته معاني عظيمة من التضحية والفداء، ويجسد الأمل المتجدد في مستقبل تسوده العدالة والسلام، فعيد الصليب محطة روحية وإنسانية تذكرنا بقوة الإيمان في وجه المحن، وبالقدرة على الصمود في سبيل الحق، وفي ظل الظروف التي تمر بها سورية اليوم، نستحضر رمزية هذا العيد كنبراس يلهمنا جميعًا، مسيحيين ومسلمين، عربًا وكردًا، في مواصلة المسير نحو وطن حر، كريم.
لقد طوت سورية صفحة مظلمة من تاريخها بسقوط نظام الاستبداد في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وها نحن نقف على أعتاب مرحلة جديدة مع اقتراب تخليق المؤسسة التشريعية التي نأمل أن تكون بداية حقيقية لإعادة بناء الدولة على أسس المواطنة والعدالة والمشاركة السياسية الفاعلة، وفي هذه اللحظة المفصلية، نؤكد أن وحدة الصف الوطني هي السبيل الوحيد لعبور التحديات الراهنة، من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على مدننا، إلى القلق الدولي المتزايد بشأن ملف الأسلحة الكيميائية، إلى المشاكل الداخلية بالجزيرة والسويداء.
إن تيار المستقبل السوري يرى في هذه المناسبة فرصة لتعزيز قيم التعايش والتسامح، ويدعو إلى حوار وطني شامل لا يُقصي أحدًا، ويضع مصلحة سورية فوق كل اعتبار، كما نؤمن أن بناء سورية الجديدة لا يكون إلا عبر شراكة حقيقية بين جميع مكوناتها، دون تمييز أو إقصاء، مستلهمين من رسالة الصليب قيم الصبر، والغفران، والثبات على المبادئ.
يلتزم تيار المستقبل السوري برؤية وطنية جامعة، ترفض العنف والتطرف والتدخلات الخارجية، وتؤمن بأن السلام يبدأ من الداخل، من قلوب السوريين التي تنبض بالأمل، ومن إرادتهم الحرة في رسم مستقبلهم، فلنكن جميعًا، في هذه المناسبة، دعاة محبة، وبُناة جسور، وحماة لوطن يستحق أن يعيش أبناؤه بكرامة وحرية.
عيد الصليب المقدس مبارك لكل من يحتفل به، وليكن هذا العيد بداية لمرحلة جديدة من التلاقي الوطني، والإصلاح الحقيقي، والإعمار الشامل.
سورية ستبقى حرة، موحدة، ومزدهرة بإرادة أبنائها.
