يتقدم تيار المستقبل السوري ببالغ التقدير والإشادة بالمبادرة الإنسانية التي شهدتها قرية حيش في ريف إدلب الجنوبي يوم 30 آب/أغسطس 2025، والتي تمثلت في غرس 500 شتلة تين تحمل أسماء سوريين مختفين قسرياً، ممن اعتقلوا في سجون النظام السوري البائد وما زال مصيرهم مجهولاً.
حيث جاءت هذه المبادرة بالتزامن مع اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري، لتكون رمزاً للصمود والإصرار على إحياء ذكرى من ضحوا بحريتهم من أجل كرامة الشعب السوري وحريته.
يرى تيار المستقبل السوري أن هذه المبادرة، تعكس التزام المجتمع السوري بقضية المختفين قسرياً، وتؤكد على ضرورة مواصلة الجهود للكشف عن مصير أكثر من 181,000 مختفٍ قسرياً، كما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان حتى 30 آب/أغسطس 2025.
يستلهم تيار المستقبل السوري من هذه المبادرة النقاط التالية لتعزيز رؤيتنا لبناء سورية العادلة:
- إحياء ذكرى المختفين قسرياً، حيث ندعو إلى تعزيز المبادرات الرمزية، كغرس الأشجار التي تحمل أسماء المختفين، لتظل قضيتهم حاضرة في الوجدان الوطني، كما نرى في شجرة التين بما ترمز إليه من حياة وصمود، رسالةَ أمل بأن الحقيقة ستظهر وأن العدالة ستتحقق.
- دعم أهالي المختفين، وهنا نؤكد التزامنا بدعم أهالي المختفين قسرياً نفسياً واجتماعياً، ونشجع على إطلاق مبادرات مجتمعية مشابهة تعزز التضامن وتوفر منصات للمطالبة بالحقيقة والعدالة.
- تعزيز العدالة الانتقالية، إذ نجدد دعوتنا لتفعيل عمل "الهيئة الوطنية للمفقودين"، التي تأسست في أيار/مايو 2025، لضمان الكشف عن مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، بما يتماشى مع القوانين الدولية لحقوق الإنسان.
- التوثيق والمساءلة، وضرورة تعزيز جهود التوثيق المستقل لانتهاكات الاختفاء القسري، والتعاون مع المنظمات الدولية لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب، مع التأكيد على أهمية حماية الأدلة والشهادات.
- استلهام تجارب مماثلة، مثل مبادرة "حديقة الذاكرة" في الأرجنتين، حيث زُرعت أشجار تخليداً لذكرى ضحايا الاختفاء القسري خلال الديكتاتورية العسكرية (1976-1983)، وكذلك "غابة الذاكرة" في البوسنة والهرسك التي أُنشئت بعد حرب البوسنة (1992-1995) لتخليد ذكرى الضحايا، إننا نرى أن هذه التجارب تؤكد أن المبادرات الرمزية لها دور كبير في الحفاظ على الذاكرة الجماعية وتعزيز العدالة.
- مشاركة المجتمع المحلي، وعليع فإننا ندعو كافة السوريين إلى المشاركة في مبادرات مماثلة، سواء عبر زراعة أشجار أو إطلاق حملات توعية، لتعزيز الوحدة الوطنية وإبقاء قضية المختفين في صدارة الأولويات.
يلتزم تيار المستقبل السوري بدعم كل جهد يهدف إلى إنصاف ضحايا الاختفاء القسري، ويعاهد الشعب السوري على مواصلة العمل لبناء وطن يحترم كرامة الإنسان ويصون حقوقه، فلتكن أشجار التين التي غُرست في إدلب رمزاً للأمل والصمود، وتذكيراً بأن إرادة الحقيقة والعدالة ستبقى أقوى من كل محاولات الطمس والنسيان.