أعلنت الحكومة البريطانية يوم 5 آب/أغسطس 2025، عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 1.7 مليون جنيه إسترليني لأكثر من 85,000 مواطن سوري تضرروا جراء موجة العنف الأخيرة في محافظات السويداء ودرعا وريف دمشق، وذلك عبر شراكة مع منظمات دولية ومحلية، أبرزها صندوق الدعم من أجل سورية (AFS)، وصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، والمنظمة الطبية الدولية (IMC).
يثمن تيار المستقبل السوري هذا التحرك الإنساني، ويرى فيه أكثر من مجرد استجابة إغاثية، بل نافذة ممكنة نحو تحول نوعي في مقاربة المجتمع الدولي للشأن السوري، على أسس إنسانية وسياسية مترابطة.
وبناءً على ذلك، ندعو إلى:
- توسيع نطاق المساعدات ليشمل برامج تمكين وتنمية مستدامة، تهدف إلى خلق فرص اقتصادية وتعزيز الحوكمة المحلية في المناطق المتضررة.
- إخضاع آليات التوزيع لرقابة مدنية مستقلة تضمن العدالة والشفافية، وتحول دون تحويل الدعم إلى أداة للنفوذ السياسي أو الفئوي.
- ربط المساعدات بمبادرات مصالحة مجتمعية وثقافية تستند إلى الإرث السوري التعددي، وتُعيد الاعتبار للرمزية الدينية والاجتماعية التي تشكل هوية الجنوب.
- التأسيس لعقد اجتماعي جديد ينبثق من احتياجات الناس وتطلعاتهم، ويحقق التوازن بين العدالة والمشاركة، والتراث والحداثة، المحلية والوطنية.
يؤمن تيار المستقبل السوري أن هذا التحرك البريطاني، إذا ما تم التعامل معه بعقلية بنائية وشراكة حقيقية، يمكن أن يكون بداية لمشروع سياسي أكثر شمولًا، يعيد تشكيل العلاقة بين السوريين والدولة من جهة، وبين سورية والعالم من جهة أخرى، على أساس الكرامة، والسيادة، والعدالة التشاركية.