لجنة التحقيق في أحداث السويداء

يتابع تيار المستقبل السوري باهتمام بالغ التطورات المتعلقة بعمل اللجنة الوطنية للتحقيق في أحداث محافظة السويداء، والتي أعلنت عن خطواتها العملية وأولوياتها للمرحلة المقبلة، في سياق تقريرها الصادر بتاريخ 26 آب 2025.

وإذ يرحب تيار المستقبل السوري بتشكيل هذه اللجنة، فإنه يرى فيها خطوة أولى نحو إرساء مبادئ العدالة والمساءلة، ويؤكد على ضرورة أن تكون أعمالها قائمة على الموضوعية والاستقلالية، بعيداً عن أي تدخلات سياسية أو أمنية، وأن تُمنح الصلاحيات الكاملة للوصول إلى الحقيقة، بما يشمل توثيق الانتهاكات، والاستماع إلى الضحايا، ومساءلة المسؤولين عن أي تجاوزات وقعت بحق المدنيين.

يشدد تيار المستقبل السوري على أن نجاح اللجنة مرهون بثلاثة عناصر أساسية:

  1. استجابة الحكومة السورية لتوصيات اللجنة بشكل جاد وشفاف، دون انتقائية أو تمييع، وبما يضمن تحويل نتائج التحقيق إلى إجراءات ملموسة تعزز الثقة بين الدولة والمجتمع المحلي.
  2. التعاون الفعّال مع الشركاء الدوليين، وعلى رأسهم الأمم المتحدة، من أجل دعم اللجنة فنياً وتقنياً، وضمان استقلاليتها ومصداقيتها أمام الرأي العام المحلي والدولي، بما ينسجم مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان والعدالة الانتقالية.
  3. توفير آليات بديلة للتواصل مع أهالي السويداء، في ظل استمرار منع دخول اللجنة إلى المحافظة من قبل مجموعات مسلحة، وهو أمر يهدد مبدأ الشفافية ويعيق الوصول إلى الحقيقة.

وفي هذا السياق، يدعو تيار المستقبل السوري إلى اعتماد وسائل مبتكرة للتواصل، مثل إنشاء مراكز استقبال خارج المحافظة، أو الاستعانة بمنصات إلكترونية آمنة، أو التنسيق مع منظمات مجتمع مدني محلية ذات مصداقية.

يستحضر تيار المستقبل السوري تجارب مشابهة في هذا السياق، منها تجربة لجنة العدالة والمساءلة الدولية (CIJA) التي عملت على توثيق الجرائم في مناطق النزاع عبر شبكات محلية ودولية.

يرى تيار المستقبل السوري أن هذه اللحظة تتطلب شجاعة سياسية وأخلاقية، وأن التعامل مع ملف السويداء يجب أن يكون مدخلاً لإعادة الاعتبار للمواطن السوري، أياً كان موقعه أو انتماؤه، وأن يُبنى على أسس العدالة والمصالحة الوطنية، لا على منطق القوة أو التهميش.

يؤكد تيار المستقبل السوري أن أبناء السويداء، الذين دفعوا ثمناً باهظاً نتيجة الأحداث الأخيرة، يستحقون أن يُسمع صوتهم، وأن تُحترم كرامتهم، وأن يُحاسب من انتهك حقوقهم، ضمن إطار قانوني ومؤسساتي يحفظ وحدة البلاد ويصون مستقبلها.

يدعو تيار المستقبل السوري جميع القوى الوطنية، والمجتمع الدولي، إلى دعم عمل اللجنة، ومواكبة نتائجها، والعمل على تحويل هذه المبادرة إلى نقطة انطلاق نحو عدالة شاملة، ومصالحة حقيقية، تضع حداً لدائرة العنف والانتهاكات، وتفتح الباب أمام مستقبل أكثر إنصافاً لجميع السوريين.

شاركها على:

اقرأ أيضا

إعادة تكوين الإنسان العربي: من التهميش إلى الولادة الجديدة

التحديات التي تواجه الإنسان العربي وكيف يمكن إعادة تكوينه من التهميش إلى التحول الإيجابي.

4 ديسمبر 2025

أنس قاسم المرفوع

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية في مرحلتي ما قبل وبعد سقوط نظام الأسد

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية قبل وبعد سقوط نظام الأسد وتأثيرها على الاقتصاد والمجتمع.

4 ديسمبر 2025

إدارة الموقع