في سياق التحول الوطني الذي تشهده سورية بعد انتهاء عهد الاستبداد، ومع إعلان وزارة العدل السورية عن نشر نسخة مكتوبة من ملخص تقرير اللجنة الوطنية المستقلة للتحقيق في أحداث الساحل السوري يوم الثلاثاء 2025/08/12م، يُصدر تيار المستقبل السوري هذا البيان ليؤكد موقفه من هذا التطور، ويضعه في إطاره السياسي والمؤسسي الأوسع.
يرى تيار المستقبل السوري أن نشر هذا التقرير يمثل امتدادًا طبيعيًا لما سبق أن عبّرنا عنه في بياننا الصادر بتاريخ 21 تموز 2025 بعنوان
"حول التقرير النهائي للجنة التحقيق في أحداث الساحل السوري"، والذي اعتبر تسلّم السيد الرئيس أحمد الشرع للتقرير خطوة جوهرية نحو ترسيخ ثقافة المساءلة والعدالة في سورية الجديدة.
واليوم، فإن نشر ملخص التقرير من قبل وزارة العدل يؤكد أن الدولة بدأت تتحرك باتجاه كشف الحقيقة، وإنصاف الضحايا، ومحاسبة المسؤولين.
يؤكد تيار المستقبل السوري دعمه الكامل لاستقلال السلطة القضائية، ويدعو إلى تعزيز دورها في حماية الحقوق، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، بعيدًا عن أي تدخل سياسي أو أمني.
ونرى في تشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق، وتقديم نتائجها للرأي العام، مؤشرًا إيجابيًا يجب البناء عليه وتطويره.
يطالب تيار المستقبل السوري بأن تكون هذه الخطوة مقدمة لسلسلة من الإجراءات المؤسسية، تشمل:
- نشر التقرير الكامل للرأي العام، وتمكين الإعلام المحلي والدولي من الاطلاع عليه.
- فتح ملفات الانتهاكات في مناطق أخرى، وتشكيل لجان مستقلة مماثلة.
- ضمان حماية الشهود والضحايا، وتوفير آليات إنصاف وتعويض عادلة.
يشدد تيار المستقبل السوري على أن سقوط أكثر من 1600 شهيد مدني ومقاتل منزوع السلاح، بينهم أطفال وكوادر طبية، بحسب ما ورد في تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، يضع على عاتق الدولة مسؤولية أخلاقية وقانونية لا يمكن تجاهلها.
ونؤكد أن العدالة لا تتحقق بالتصريحات، بل بالإجراءات الفعلية، وبإرادة سياسية واضحة لمحاسبة كل من تورط، مهما كانت صفته أو موقعه.
يؤمن تيار المستقبل السوري أن بناء سورية الجديدة يبدأ من الحقيقة، ومن احترام كرامة الإنسان، ومن مؤسسات لا تخضع إلا للقانون. وأن الشفافية ليست خيارًا سياسيًا، بل واجب وطني لا يُقبل التراجع عنه.
