رموز وأعلام الدولة في سورية (33) رشيد طليع

ولد رشيد طليع في لبنان عام 1877، وينتمي إلى عشائر بني معروف الدرزية التي استقرت في لبنان وسورية والأردن وفلسطين.
وقد ارتبطت مشيخة عقل بني معروف بعائلة طليع، وكان من أبرز شيوخها الشيخ محمد طليع عم رشيد طليع.

التعليم والبدايات:

تلقى علومه في المدرسة الملكية بالأستانة عام 1900، ثم تخرّج من دار الفنون في إسطنبول التي كانت من أهم الجامعات العثمانية، حيث تخرّج منها معظم رجالات الدولة.

المناصب العثمانية:
شغل عدة مناصب رفيعة في الدولة العثمانية، أبرزها:

  • متصرف حوران.
  • متصرف طرابلس الشام.
  • متصرف اللاذقية.

كما أسس في القدس جمعية "مساعدة الأحرار"، وشارك مع الأمير عادل أرسلان والعقيد فؤاد سليم في دعم الثوار بمصر ضد الاحتلال البريطاني.

مع المملكة الفيصلية:

بعد انسحاب الأتراك من البلاد العربية، التحق رشيد طليع بالملك فيصل بن الحسين في دمشق بناءً على برقية خاصة أوصى بها الوطني السوري محمد الشريقي.

  • عُيّن حاكماً عسكرياً على منطقة حماة.
  • تولى منصب مدير الداخلية (وزير الداخلية) في أول حكومة شكلها الملك فيصل.
  • نقل والياً إلى حلب.

ومع سقوط المملكة الفيصلية إثر الاحتلال الفرنسي، غادر سورية إلى شرقي الأردن حيث أسس حزب الاستقلال العربي.

أول رئيس حكومة أردنية:

مع وصول الأمير عبد الله بن الحسين إلى شرقي الأردن، تم تكليف رشيد طليع بتشكيل أول حكومة أردنية في 11 نيسان 1921 تحت اسم "مجلس المشاورين".

  • حكومته الأولى: 11 نيسان حتى 5 تموز 1921.
  • حكومته الثانية: 5 تموز حتى 15 آب 1921.

واجهت حكومته تضييقاً بريطانياً شديداً تمثل في وقف المخصصات المالية واتهامها بتحويل الأردن إلى قاعدة للثوار ضد الفرنسيين في سورية، وصولاً إلى اتهامها بمحاولة اغتيال الجنرال الفرنسي غورو.
كل ذلك أجبر رشيد طليع على الاستقالة في 23 حزيران 1921.

الدور الوطني والنهاية:

يُعتبر رشيد طليع من أبرز رجالات العرب العروبيين في مطلع القرن العشرين، واللّولب المحرك لنشاطات الاستقلال ضد الاستعمار الفرنسي في سورية.
وقد عُرف بصفاته الكاملة وأخلاقه الرفيعة وإدارته الحكيمة.

توفي في أيلول 1926 في قرية الشبكي بمحافظة السويداء، حيث أقيم له نصب تذكاري بمبادرة من أهالي القرية التي شهدت معركة كبرى خلال الثورة السورية الكبرى وكان من أبرز قادتها.

الدروس المستفادة من تجربته:

  • تعكس سيرة رشيد طليع غنى الشعب السوري بمختلف مكوناته وخاصة الدور الفاعل للطائفة الدرزية في تأسيس الدولة السورية الأولى.
  • تبين تجربته صعوبة الموازنة بين العمل الإداري والسياسي في ظل وجود سلطة أجنبية مفروضة.
  • تؤكد أن دراسة هذه النماذج التاريخية تساعد السوريين اليوم على استخلاص العبر في بناء دولة حديثة، مستقلة، وقادرة على حماية مصالح شعبها.

موقف تيار المستقبل السوري:

نحن في تيار المستقبل السوري نعتبر أن استذكار رشيد طليع يفتح أمامنا أبواباً لفهم مسار بناء الدولة السورية، ويمنحنا الإلهام لمواصلة العمل من أجل سورية جديدة، تسودها الحرية والسيادة والعدالة.

شاركها على:

اقرأ أيضا

إعادة تكوين الإنسان العربي: من التهميش إلى الولادة الجديدة

التحديات التي تواجه الإنسان العربي وكيف يمكن إعادة تكوينه من التهميش إلى التحول الإيجابي.

4 ديسمبر 2025

أنس قاسم المرفوع

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية في مرحلتي ما قبل وبعد سقوط نظام الأسد

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية قبل وبعد سقوط نظام الأسد وتأثيرها على الاقتصاد والمجتمع.

4 ديسمبر 2025

إدارة الموقع