تابع تيار المستقبل السوري إعلان اللجنة العليا للانتخابات بتاريخ 23 آب 2025 بشأن الخطة التنظيمية لانتخابات مجلس الشعب، والتي تضمنت تحديد جدول زمني لاختيار اللجان الفرعية، واستقبال الترشيحات، وإصدار القوائم النهائية.
وقد سبق لنا أن تناولنا هذا الملف في ورقتين سياسيتين:
- "مجلس الشعب السوري بين الإصلاح السياسي وإعادة إنتاج المركزية" – حزيران 2025
- "الرئيس يسلّم النسخة النهائية من النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب" – تموز 2025
وفي هاتين الورقتين، شدّدنا على أن أي عملية انتخابية لا تُبنى على أسس تمثيلية عادلة وشاملة، ولا تضمن استقلالية حقيقية للمؤسسات، فإنها تُخشى أن تتحول إلى إعادة إنتاج للسلطة المركزية، بعيداً عن تطلعات السوريين في التغيير السياسي.
يُسجّل تيار المستقبل السوري ملاحظته على تأجيل كل من محافظات السويداء، الحسكة، والرقة من الخطة الانتخابية الحالية لحين توفر المناخ المناسب، وندرك أنها مناطق لا تزال خارج نطاق السيطرة الإدارية للدولة، كما ونُدرك تعقيدات الواقع الأمني والسياسي في تلك المناطق، ونرى أن غيابها عن العملية الانتخابية يُشكّل تحدياً لمبدأ الشمول الوطني، ويستدعي التفكير في آليات توافقية تضمن مشاركة رمزية وواقعية لأبنائها في الحياة العامة، بما يعكس وحدة البلاد وتنوعها.
إن تيار المستقبل السوري استمع بعناية للإحاطة التي تقدم بها الناطق الرسمي باسم اللجنة العليا للانتخابات السيد الدكتور نوار نجمة، ويتفق مع كل جاء فيها من تحديد الأسباب المؤجلة لخوض الانتخابات في تلك المحافظات والدواعي والأهداف.
وعليه، فإن تيار المستقبل السوري:
- يُجدّد دعوته إلى اعتماد نظام انتخابي انتقالي يراعي التوازن الجغرافي والسياسي، ويُمهّد لمرحلة تأسيسية جامعة.
- يُطالب بإشراك القوى المدنية والمجتمعية في صياغة المرحلة الانتقالية، بعيداً عن الهيمنة الحزبية أو الإقصاء المؤسسي.
- يُؤكد أن مجلس الشعب المؤقت يجب أن يكون خطوة نحو بناء مؤسسات شرعية، لا مجرد إجراء إداري يُكرّس الانقسام أو يعيد إنتاج السلطة.
يؤمن تيار المستقبل السوري بأن الطريق نحو الاستقرار يبدأ من الاعتراف بجميع السوريين، ومن السعي إلى تمثيلهم وفق رؤية وطنية جامعة، تُراعي الواقع وتُحاكي المستقبل.
