تقرير المجلس النرويجي للاجئين بشأن ظروف العودة في سورية

يتابع تيار المستقبل السوري باهتمام كبير التقرير الصادر عن المجلس النرويجي للاجئين، المنشور في 21 آب 2025، والذي يسلط الضوء على الظروف القاسية التي يواجهها السوريون العائدون إلى ديارهم، مؤكداً أن الوضع الحالي في سورية لا يتيح عودة كريمة ومستدامة للاجئين والنازحين.
حيث يأتي هذا التقرير، الذي يعتمد على زيارة الأمين العام للمجلس يان إيغلاند إلى سورية خلال الأسبوع الجاري، في وقت حاسم من المرحلة الانتقالية التي تعيشها بلادنا، حيث عاد أكثر من 800 ألف شخص من المخيمات داخل سورية، محمّلين بآمال كبيرة بعد سنوات من النزوح والمعاناة.
ومع ذلك، يواجه هؤلاء العائدون واقعاً مريراً يتمثل في بنية تحتية مدمرة، وغياب الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه النظيفة، وفرص العمل المحدودة، بالإضافة إلى تصاعد التوترات المحلية الناتجة عن النزاعات حول ملكية المنازل وشح الموارد.

يؤكد تيار المستقبل السوري أن هذه الظروف ليست مجرد تحديات إنسانية مؤقتة، بل هي عقبات هيكلية تحول دون إعادة بناء سورية موحدة ومزدهرة.
كما حذر إيغلاند، فإن غياب الدعم الدولي الجاد يحول دون تحقيق "فرصة غير مسبوقة" للتعافي، مما قد يؤدي إلى خطأ استراتيجي يعيق عودة ملايين اللاجئين السوريين من دول الجوار والعالم.

إننا في تيار المستقبل السوري ندعم بقوة دعوته للمانحين الإقليميين والدوليين للاستثمار في إعادة بناء المنازل، وترميم البنى التحتية، وتوفير سبل العيش الكريم، لأن السوريين، بعد عقد من البؤس، يستحقون أكثر من مجرد إغاثة طارئة، إنهم بحاجة إلى دعم يبني مستقبلاً مستداماً.

ندعو في تيار المستقبل السوري السلطات الانتقالية في سورية إلى تعزيز الجهود الوطنية لتحسين الظروف المعيشية، من خلال برامج إعادة إعمار شاملة تشمل جميع المناطق المتضررة، وإشراك المجتمع المدني والمنظمات الدولية في عملية التخطيط والتنفيذ. كما نحث المجتمع الدولي على زيادة التمويل للمشاريع الإنسانية والتنموية، مع التركيز على حل النزاعات المتعلقة بالملكية والموارد لتجنب تفاقم التوترات المحلية، فإن عودة السوريين يجب أن تكون آمنة وكريمة، مبنية على حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، لا على الأنقاض والإهمال.

يلتزم تيار المستقبل السوري، كقوة سياسية ملتزمة بمستقبل سورية مستقرة، بدعم كل الجهود الرامية إلى تسهيل عودة اللاجئين والنازحين، ويحذر من أن أي تقصير في هذا المجال سيطيل أمد المعاناة ويعيق عملية المصالحة الوطنية.

وعليه فإننا ندعو جميع الأطراف إلى العمل المشترك لتحويل هذه الفرصة إلى واقع يعيد للسوريين كرامتهم وأملهم في وطن آمن، فسورية لجميع السوريين، وعودتهم الكريمة هي مفتاح الاستقرار والازدهار في العالم كله وليس في سورية فقط.

شاركها على:

اقرأ أيضا

إعادة تكوين الإنسان العربي: من التهميش إلى الولادة الجديدة

التحديات التي تواجه الإنسان العربي وكيف يمكن إعادة تكوينه من التهميش إلى التحول الإيجابي.

4 ديسمبر 2025

أنس قاسم المرفوع

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية في مرحلتي ما قبل وبعد سقوط نظام الأسد

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية قبل وبعد سقوط نظام الأسد وتأثيرها على الاقتصاد والمجتمع.

4 ديسمبر 2025

إدارة الموقع