يعبّر تيار المستقبل السوري عن بالغ القلق إزاء هذا الواقع الإنساني المتدهور، خصوصاً في أعقاب التصريحات التي أدلى بها السيد آدم عبد المولى، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية، بتاريخ 21 آب/أغسطس 2025، والتي أظهرت عجزاً خطيراً في تمويل الاستجابة الإنسانية لعام 2025، حيث لم يُغطَّ سوى 13% من أصل ثلاثة مليارات دولار مطلوبة، ويؤكد التيار على ضرورة إعادة النظر جذرياً في آليات التعامل مع هذه الأزمة.
لا يرى تيار المستقبل السوري في هذا التحدي دعوةً لزيادة المساعدات فحسب، بل فرصةً لتحويل الأزمة إلى منطلق للابتكار، حيث يصبح الشباب السوري فاعلاً أساسياً في صياغة الحلول، لا مجرد متلقٍ للمساعدات؛ فلقد نشأنا في قلب الثورة، وتربينا وسط الركام، ونؤمن أن النقص الحاد في الخدمات الأساسية، يستدعي التفكير خارج الأطر التقليدية.
يقترح تيار المستقبل السوري في هذا السياق، اعتماد حلول رقمية متقدمة، مثل إنشاء منصات ذكية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتوزيع الموارد، وتمكين السوريين في الشتات من تقديم الدعم المباشر عبر تطبيقات قائمة على تقنية "البلوك تشين"، بما يضمن أعلى درجات الشفافية والكفاءة.
حيث نرى بهذه المبادرات وغيرها تجسيداً عملياً لرؤية شبابية تنهض من بين أنقاض الحرب، كما هو الحال في مشاريع "من الصراع إلى الكود"، التي تسهم في تحويل الشباب من ضحايا إلى مطوري بنية تحتية رقمية.
يرى تيار المستقبل السوري في ظل أزمة الطاقة، ضرورة الاستثمار في مشاريع الطاقة الشمسية التي يقودها الشباب، لتحويل الصحارى السورية إلى محطات إنتاج للطاقة النظيفة، مستلهمين من نماذج مراكز الشباب البيئية التي تدعمها منظمات دولية كاليونيسف.
فهذه هي الوطنية الحديثة التي ننشدها: وطنية قائمة على الفعل، تجمع بين الإرث الثقافي السوري والتكنولوجيا المعاصرة، وتؤسس لدولة مستقلة، وذكية، وجاذبة للاستثمار غير المشروط.
يُثمّن تيار المستقبل السوري الجهود الوطنية التي يقودها الرئيس أحمد الشرع، والتي تهدف إلى تقليص الاعتماد على المساعدات الخارجية المشروطة، وتعزيز الاقتصاد المحلي القائم على قدرات السوريين ومواردهم الذاتية. ونرى رؤيته تتقاطع مع تطلعاتنا ورؤيتنا.
يدعو تيار المستقبل السوري المجتمع الدولي إلى تجاوز الدعم الإغاثي التقليدي، والانخراط في شراكات استراتيجية مع المبادرات السورية، مثل ورش التصميم الإنساني التي تسهم في إعادة بناء النسيج الاجتماعي، مستلهمة من تجارب مؤسسات رائدة كآغا خان. كما نرى في انفتاح الطرق التجارية فرصة لإطلاق منصات تجارة إلكترونية سورية، تجمع بين الحرف التقليدية والتسويق الرقمي، وتمنح كل مواطن فرصة ليكون رائد أعمال.
إن تيار المستقبل السوري ليس تنظيماً سياسياً فحسب، بل حركة شبابية وطنية نابضة بالحياة، تسعى إلى بناء توافق وطني جامع، يرتكز على قيم الابتكار والكرامة.
ولهذا فإننا ندعو أبناء سورية كافة إلى التحول من ضحايا للصراع إلى صناع للمستقبل، لنقدم للعالم نموذجاً في كيفية تمكين الشباب وتوظيف التكنولوجيا في إعادة بناء الأوطان.
إننا في تيار المستقبل السوري نطلق اليوم نداءً لثورة وطنية خضراء ورقمية، يقودها الشباب، لأن مستقبل سورية يبدأ من هنا، ومنّا.