يعبر تيار المستقبل السوري عن قلقه العميق إزاء الأحداث التي يشهدها حي السومرية في العاصمة دمشق، وما نشرته وسائل الاعلام عن اعطاء مهلة يومين لافراغ السكان من بيوتهم بحجة كون جُلّهم من العلويين من فلول النظام البائد، ونعتبر أن هذه الحادثة تأتي في وقت مريب قد يزيد من حنق الناس على قيادة المرحلة الانتقالية.
يؤكد تيار المستقبل السوري انطلاقًا من إيماننا بأن الوحدة الوطنية والسلم الأهلي هما أساس بناء سورية الجديدة بأن حماية كرامة السكان مسؤولية الحكومة الانتقالية، وعليه فإننا ندعو إلى وقف أي إجراءات تؤدي إلى إخراج الأهالي من بيوتهم دون تخطيط مدروس يحترم كرامتهم وحقوقهم الأساسية في السكن والأمان، ونرى أي عملية إعادة تنظيم أو إحصاء سكاني يجب أن تتم بشفافية وعدالة، مع ضمان بقاء السكان في منازلهم وحماية ممتلكاتهم، خاصة بالنسبة للفقراء والمدنيين العزل الذين لم يثبت عليهم جريمة وانتهاك.
يُشدد تيار المستقبل السوري على ضرورة التمييز بين كبار الضباط الهاربين والمتورطين في جرائم بحق الشعب السوري وبين باقي سكان حي السومرية، وهم في غالبيتهم من المدنيين الفقراء الذين يعانون من وطأة الحرب والأزمات، ونرى وجوب أن تتركز الجهود الأمنية على ملاحقة المسؤولين عن الجرائم بعيدًا عن العقوبات الجماعية التي تطال الأبرياء الفقراء.
يدين تيار المستقبل السوري أي محاولات لتحويل قضية السومرية إلى صراع طائفي يهدد النسيج الاجتماعي السوري، فسورية تنتمي لكل أبنائها بغض النظر عن انتماءاتهم، ونرفض أي خطاب أو ممارسات تزرع الفرقة بين السوريين، وندعو إلى حوار شامل يضم ممثلي الحي والسلطات للوصول إلى حلول عادلة تحفظ حقوق الجميع.
يشدد تيار المستقبل السوري على أهمية معالجة قضية السومرية بطرق سلمية تحترم القانون وتضمن استقرار الحي، ونرى أنه يجب جعل أي إجراءات إدارية أو أمنية مبنية على مبادئ العدالة، مع إشراك وجهاء المجتمع المحلي وسكان الحي في صياغة الحلول لضمان الشفافية والقبول الشعبي.
يعبر تيار المستقبل السوري عن تضامنه الكامل مع الفقراء والأبرياء من أهالي حي السومرية، ونؤكد وقوفنا إلى جانبهم في حقهم بالعيش الكريم في منازلهم، فسورية الجديدة التي نسعى إليها هي سورية المواطنة، حيث يتساوى الجميع أمام القانون، ويُحترم حق كل مواطن في الأمن والكرامة.
إن تيار المستقبل السوري يجدد التزامه بالعمل من أجل سورية موحدة، عادلة، ومزدهرة، ويدعو كل السوريين إلى التكاتف لتجاوز هذه التحديات بروح الوحدة والتضامن.
لابد أن نعمل معًا لبناء وطن يسع الجميع، ويوقف نزيف الانقسامات ويؤجج الضغينة، ويخلق جواً من الاحتقان.