في الرابع من آب/أغسطس 2025، أطلقت مؤسسة قطر الخيرية مشروعًا استراتيجيًا لتعزيز قدرات المنظمات الإنسانية السورية، وذلك ضمن إطار مبادرة "معين" التي تهدف إلى توطين العمل الإنساني، ورفع كفاءة الفاعلين المحليين في مجالات الاستجابة، الحوكمة، والمساءلة المؤسسية.
يثمن تيار المستقبل السوري هذه الخطوة النوعية التي تتقاطع مع أولويات التيار في ترسيخ نموذج مؤسساتي مستقل، وفعّال، ومتجذر محليًا. وندعو إلى أن تكون هذه المبادرة مدخلًا منهجيًا لإعادة صياغة العلاقة بين الفاعلين الدوليين والمنظمات السورية، بما يضمن احترام السيادة المجتمعية، ويُعزز الاستقلالية المؤسسية بعيدًا عن أدوات التبعية أو التوظيف السياسي.
إن المشروع الذي يستهدف في مرحلته الأولى عشر منظمات سورية، ويشمل تقييمًا شاملًا لقدراتها المؤسسية، وتنفيذ خطط تطوير مخصصة، وتقديم دعم تدريبي وفني، يُعد نموذجًا يُحتذى في بناء مؤسسات مجتمعية قادرة على إدارة مواردها، وتأدية مهامها، وفقًا للمعايير الدولية ولكن بمراعاة للسياقات المحلية.
إن تيار المستقبل السوري يرى أنّ توطين العمل الإنساني ليس هدفًا تقنيًا فحسب، بل هو خيار وطني وأخلاقي يندرج ضمن مشروع إعادة بناء الدولة على أسس المشاركة والعدالة والفاعلية.
كما نشدّد على أن دعم الفاعلين المحليين يجب أن يُرافقه تفعيل بيئة قانونية وتشريعية تحمي استقلالهم، وتكفل لهم مساحة آمنة للعمل بعيدًا عن الضغوط السياسية أو الأمنية.
يعرب تيار المستقبل السوري عن تقديره لمؤسسة قطر الخيرية على تبنيها لهذا التوجه، ويدعو جميع الشركاء الدوليين إلى الانخراط في مسار مشابه يرتكز على الثقة المتبادلة، وتعزيز منظومة استجابة سورية فاعلة، محايدة، ومنسجمة مع تطلعات السوريين نحو الكرامة والتمكين.