يعبّر تيار المستقبل السوري عن تضامنه الكامل مع سكان محافظة اللاذقية، والبلدات الساحلية المتضررة بفعل الحرائق غير المسبوقة التي اندلعت مطلع تموز الجاري.
ويدعو إلى التعاطي مع هذه الكارثة لا بوصفها أزمة بيئية عابرة، بل كونها اختبارًا حقيقيًا لقدرة الدولة السورية على الانتقال من الاستجابة الرمزية إلى تأسيس منظومة وطنية لإدارة الكوارث الطبيعية–البيئية.
يرحب تيار المستقبل السوري بمبادرة "الإدارة الذاتية" بإرسال فرق إطفاء ومساعدات لوجستية للمناطق المنكوبة، ويعتبرها تعبيرًا عمليًا عن وحدة الأرض والمصير، ويُثمّن الرسالة التي تحملها هذه الخطوة في لحظة حساسة مفصلية، حيث تُقدّم المؤسسات المحلية نموذجًا تضامنيًا ووطنيًا جامعًا، يجب احتضانه وتطويره ضمن خطة تعافٍ بيئي وتشاركي.
يطالب تيار المستقبل السوري إطلاق آلية شفافة لتقييم الأضرار، وتعويض الفلاحين، وتأسيس خطة وطنية لإعادة تأهيل الغابات، على أن يُشارك فيها المجتمع المدني السوري، والخبراء البيئيون، والبلديات المتطوّعة، والمراكز العلمية الزراعية، في إطار شراكة غير حزبية أو عسكرية.
يرى تيار المستقبل السوري أن اللقاء اليوم بين الرئيس أحمد الشرع، والمبعوث الأميركي توم باراك، وقائد قوات سورية الديمقراطية مظلوم عبدي، يمثل فرصة سياسية ودستورية نادرة لإعادة تعريف العلاقة بين المكوّنات السورية ضمن إطار الدولة العادلة، والتنمية المشتركة، والسيادة المنفتحة، بعيدًا عن منطق التقسيم أو الاحتواء أو الهيمنة، ويؤكّد التيار أن اتفاق آذار 2025 لا يُمثل صفقة فوقية، بل يجب أن يُترجم إلى إطار دستوري ومجتمعي، تُراعى فيه الحقوق الثقافية والسياسية للمكوّن الكردي، وتُحترم فيه مبادئ العدالة، والمساواة في الثروات، وتكامل المؤسسات، وضمان وحدة الأراضي السورية. كما يُنوّه بأن دمج مؤسسات "قسد" مدنيًا وعسكريًا يجب أن يتم وفق قواعد الانتقال السياسي التشاركي، وليس بمنطق الإذعان أو التسرع.
يرحب تيار المستقبل السوري بانضمام فرنسا إلى جانب الولايات المتحدة في رعاية ترتيبات الدمج، لكنه يُشدّد على ضرورة أن تكون الأولوية لبناء عقد اجتماعي سوري جديد، يُعيد الاعتبار للمواطنة الجامعة، ويُعزّز المشاركة اللامركزية التعاونية ضمن إدارة وطنية موحدة وظيفيًا، وتشاركية سياسيًا، ومُرتكزة على العدالة في توزيع السلطة والثروة.
يدعو تيار المستقبل السوري إلى تحويل الكوارث البيئية والتعقيدات السياسية الراهنة إلى مدخل لإعادة تأسيس سورية بوصفها دولة متماسكة من حيث الأرض، وراشدة من حيث الحكم، ومنتجة من حيث المؤسسات.
وبين الحرائق التي أحرقت الغابات، والحوارات التي تُحرك المصير، تبرز لحظة وطنية حرجة، تحتاج إلى قيادة عقلانية، وقواعد جديدة للشراكة الوطنية، وسياسات تخدم الإنسان، وتُحرّر الدولة من خطاب الإنكار، والتفكك، والانغلاق.