تابع تيار المستقبل السوري باهتمام إعلان اللجنة العليا للانتخابات، الانتهاءَ من إعداد النسخة النهائية للنظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري، وتسليمه للسيد الرئيس أحمد الشرع.
تيار المستقبل السوري يثمن خطوات بناء مرحلة العودة إلى مؤسسة البرلمان،ويراها خطوة ضروريةً لازمةً نحو بناء الشرعية الوطنية.
تيار المستقبل السوري يسجل في هذا البيان على تحفظاتٍ جوهرية، ويطرح في المقابل ملاحظات من شأنها تحسين فرص نجاح هذه المبادرة وتمثيلها للسوريين كافة.
يؤكد تيار المستقبل السوري تحفظه من قضية مركزية السلطة في تعيين الثلث الرئاسي لأعضاء المجلس، حيث نراها تمثل إخلالًا بمبدأ التمثيل الديمقراطي المتكافئ، وتكرّس تغوّل السلطة التنفيذية، كما أن التمثيل غير المباشر عبر لجان فرعية يقلل من مساحة المشاركة الشعبية، ويفرض وصاية مؤسساتية غير محددة المعايير. واستبعاد لبعض المناطق السورية من آلية الترشيح والاختيار، رغم الإشارة إلى المشاورات الميدانية.
يدعو تيار المستقبل السوري وانطلاقًا من روح التوافق السوري، إلى:
- شمول جميع المناطق السورية في تشكيل المجلس، بما فيها السويداء وشرق الفرات، عبر شخصيات توافقية تحظى بالقبول المحلي حتى لو بالحد الأدنى، لضمان حضور رمزي حقيقي يفتح باب التواصل الوطني.
- تحييد الانتماءات الحزبية والأمنية في الترشيحات، لصالح شخصيات مدنية وحقوقية مستقلة تعبّر عن أولويات الناس وليس الأجهزة.
- التشدد بتحديد فترة زمنية واضحة لعمل المجلس المؤقت، وربطه بمرحلة انتقالية نحو عملية انتخابية كاملة تشمل كل السوريين دون استثناء.
يرى تيار المستقبل السوري أن البرلمان المؤقت، رغم مآخذه، قد يشكل فرصة لبدء حوار مؤسسي سوري، شريطة أن يتم تقويمه بنيويًا، وتوسيعه تمثيليًا، وتحديد أهدافه الانتقالية بوضوح.
وقد قدمنا رؤيتنا الكاملة بالورقة المعنونة بـ "البرلمان السوري، أعضاؤه، دورٌ وأهمية" والمنشورة بموقعنا الرسمي، ونؤكد أن أي محاولة لتكريس تمثيل وهمي، سيُعيد إنتاج السلطة القديمة، مما يقوّض فرص بناء دولة العدالة والقانون.
يرى تيار المستقبل السوري أن تشكيل برلمان مؤقت يعدّ أداة مؤقتة للرقابة التشريعية والتعبير عن تعددية وطنية أولية في ظل الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها سورية، وتعذر إجراء انتخابات عامة نزيهة وشاملة، شريطة أن يبقى هذا البرلمان مرتبطًا بعملية انتقالية واضحة المعالم نحو برلمان شرعي منتخب.