في إطار سلسلة رموز وأعلام الدولة في سورية التي ينشرها تيار المستقبل السوري عبر موقعه الرسمي، نسلّط الضوء على أحد أبرز الضباط الوطنيين الذين ساهموا في صياغة ملامح الدولة السورية الحديثة بعد الاستقلال، وهو العقيد سامي الحناوي، قائد الانقلاب الثاني في تاريخ سورية، وصاحب المشروع القومي للوحدة السورية العراقية.
من حلب إلى ساحات المعارك:
- وُلد سامي الحناوي في مدينة حلب عام 1898م
- تخرّج في مدرسة دار المعلمين بدمشق عام 1916، ثم التحق بالمدرسة العسكرية في إسطنبول
- عاد إلى دمشق والتحق بالمدرسة الحربية عام 1918 وتخرج برتبة ملازم ثان
- شارك في معارك قفقاسيا وفلسطين خلال الحرب العالمية الأولى ضمن الجيش العثماني
المسار العسكري والسياسي:
- خدم في سنجق لواء الإسكندرونة ضمن قوات الدرك، ثم انتقل إلى "جيش الشرق" التابع للانتداب الفرنسي
- بعد الاستقلال، انضم إلى الجيش السوري الوطني وشارك في حرب فلسطين عام 1948، حيث رقي إلى رتبة عقيد
- عُيّن رئيساً لأركان الجيش السوري من 14 آب حتى 19 كانون الأول 1949
الانقلاب والمهمة الوطنية:
- في 14 آب 1949، قاد الانقلاب العسكري الثاني في سورية بالتعاون مع أسعد طلس، ضد الرئيس حسني الزعيم ورئيس وزرائه محسن البرازي، وتم إعدامهما بعد محاكمة عسكرية سريعة
- تولى الحناوي رئاسة الدولة السورية المؤقتة لمدة يومين فقط، قبل أن يسلّم السلطة للرئيس هاشم الأتاسي، معلنًا انتهاء مهمته الوطنية
رجل الوحدة والاعتدال:
- كان مقرّبًا من حزب الشعب وداعمًا لمشروع الوحدة السورية العراقية، ما أثار حفيظة العقيد أديب الشيشكلي الذي أطاح به بانقلاب ثالث في 19 كانون الأول 1949
- ارتبط اسمه بالحزب السوري القومي الاجتماعي، لكنه لم يكن ناشطًا حزبيًا بالشكل التقليدي
- عُرف عنه الخلق الرفيع والابتعاد عن الطموح السلطوي، وكان يُنظر إليه كضابط إصلاحي أكثر من كونه رجل سلطة
النهاية المأساوية:
- بعد انقلاب الشيشكلي، اعتُقل الحناوي وسُجن في سجن المزة، ثم أُفرج عنه في أيلول 1950م
- غادر سورية سرًّا إلى بيروت، حيث التقى بأسعد طلس وبدأ يشعر بقرب أجله
- في 30 تشرين الأول 1950، اغتيل في أحد شوارع بيروت على يد حرشو البرازي، انتقامًا لمقتل ابن عمه محسن البرازي
- نُقل جثمانه إلى مدينة حلب ودُفن في مقبرة هنانو بجنازة شعبية مهيبة.
إننا في تيار المستقبل السوري، إذ نُحيي سيرة الرئيس السوري المؤقت سامي الحناوي، نؤكد على أهمية استلهام التجارب الوطنية النزيهة في بناء دولةٍ سوريَّةٍ حديثةٍ تقوم على العدالة والمواطنة الجامعة.
ونستذكر هذه القامات لا كحكايات من الماضي، بل كنماذج ملهمة لصياغة المستقبل، نستفيد من إيجابياتهم، ونتجاوز سلبياتهم، ونتعلم من مساراتهم، فتبنى الجمهورية السورية الجديدة لا على الولاء والتبعية، بل على أسس دولة مدنية راشدة تحترم التضحيات وتصون السيادة.