يرحب تيار المستقبل السوري بقرار إعادة تفعيل الحركة التجارية بين مدينة بصرى الشام ومحافظة السويداء، والذي يأتي في ظل أزمة إنسانية خانقة عاشها أهلنا في السويداء نتيجة توقف الإمدادات، وتدهور سبل العيش، في لحظةٍ تستدعي منّا جميعًا أن نكون صفًا واحدًا في مواجهة المعاناة.
إن عودة الشاحنات والمساعدات الغذائية والطبية والمحروقات، رغم التحديات الأمنية، تعد بارقة أمل وإشارة واقعية إلى أن الإرادة المحلية أقوى من حواجز الخوف، وأن في الشعب السوري من لا يزال يتمسك بشريان الحياة بدل منطق القطيعة.
يؤمن تيار المستقبل السوري أن المأساة الإنسانية في السويداء، وما سبقها في مناطق سورية أخرى، يجب ألّا تُقرأ كأرقام إغاثية فقط، بل كنداء لإطلاق مسار مصالحة وطنية حقيقية، تتجاوز التسويات الشكلية نحو إعادة بناء الثقة بين السوريين، على قاعدة الاحترام المتبادل والعدالة.
ولهذا فإننا ندعو إلى حوار وطني شامل، تشارك فيه القوى السياسية والاجتماعية والمجتمعية من دون إقصاء، يقود إلى صياغة عقد اجتماعي جديد، يضع مصالح المواطن فوق أجندات القوى، ويعيد للدولة هيبتها بوصفها مؤسسات لا أدوات.
إن تيار المستقبل السوري وفي ظل المشهد الراهن، يقترح المبادرات التالية لتحقيق التغيير البنّاء:
- إطلاق ميثاق وطني للمصالحة، يلتزم بالاعتراف بالآلام المشتركة ونبذ خطاب الكراهية.
- تشكيل لجان اقتصادية مجتمعية محلية تشرف على التجارة والإغاثة بين المناطق، بما يعزز الثقة الأفقية بين المكونات.
- منصّات إعلامية محايدة تُعطي صوتًا للمواطن، وتُبقي قضايا المعيشة على رأس الأولويات.
- برامج شبابية للربط بين المناطق المختلفة، عبر العمل التطوعي والتبادل الثقافي والتدريب المهني، لتشكيل نواة جيل يوحده حب الوطن وخدمته.
يدعو تيار المستقبل السوري لنتجه جميعاً نحو سورية تُعيد احتضان أبنائها، من السويداء إلى بصرى، ومن حلب إلى دير الزور، ومن الحسكة إلى دمشق، حيث يمتد وجع السوريين على خارطة القلب.
إننا نؤمن أن الحل يبدأ حين يرى السوري في أخيه شريكًا في المصير لا خصمًا في المعركة.
فلنجعل من هذا الحدث الاقتصادي بداية لمشروع وطني جامع، يعيد الاعتبار لكرامة المواطن، ويمنح سورية فرصة لتكون وطنًا لا ساحة صراع.