محمد المبارك… من روّاد الفكر والدولة في سورية الحديثة

(سلسلة رموز وأعلام الدولة في سورية – رقم 28)

ضمن ملف "رموز وأعلام الدولة في سورية"، يستذكر تيار المستقبل السوري واحداً من أبرز رجالات الفكر والدولة في سورية، وعلماً من أعلام التأسيس السياسي والفكري في الجمهورية السورية الأولى، وهو الأستاذ الدكتور محمد المبارك، الذي مثّل نموذجاً استثنائياً في الجمع بين العلم الشرعي والفكر الاجتماعي والسياسة الوطنية.

  1. النشأة والتعليم والتكوين العلمي:
  • وُلد محمد المبارك عام 1912م في حي قريب من الجامع الأموي في دمشق.
  • تلقّى علومه الأولى في دمشق، وتفوّق في اللغة العربية والرياضيات، مع ميلٍ واضح نحو العلوم الإسلامية.
  • تتلمذ على يد والده الشيخ عبد القادر المبارك، وعلى يد محدّث الشام بدر الدين الحسني.
  • تخرّج من معهد الحقوق في جامعة دمشق عام 1935، وفي العام نفسه نال شهادة الآداب العليا.
  • ابتُعث إلى جامعة السوربون في فرنسا، حيث حصل على ثلاث شهادات: الأدب العربي، الأدب الفرنسي، علم الاجتماع.
  1. النشاط السياسي والتشريعي:
  • بعد عودته إلى سورية عام 1938، بدأ مسيرته أستاذاً ثم موجهاً تربوياً.
  • في عام 1947، انتُخب نائباً عن مدينة دمشق، وظل عضواً في المجلس النيابي السوري لثلاث دورات متتالية حتى عام 1958.
  • تولّى عدّة وزارات: الأشغال العامة، المواصلات، الزراعة، وذلك بين عامي 1949 و1958.
  • كان أحد أركان التشريع الوطني بعد الاستقلال، وساهم في وضع السياسات التعليمية والثقافية.
  1. الأدوار الفكرية والدينية:
  • عُيّن عام 1958 عميداً لكلية الشريعة في دمشق، ودرّس العقيدة ونظام الإسلام وفقه اللغة والدراسات القرآنية.
  • انتُخب عام 1961 عضواً عاملاً في مجمع اللغة العربية بدمشق، وعضواً في مجامع علمية أخرى في القاهرة وبغداد.
  • ساهم في وضع مناهج اللغة العربية والتربية الإسلامية، وكان له أثر بارز في تشكيل الوعي الطلابي.
  • عُرف بأنه مفكر إسلامي عقلاني، جمع بين الفقه الإسلامي والعلوم الاجتماعية الحديثة.
  1. الانتماء الدعوي والإسلامي:
  • كان من أوائل المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين في سورية، وأسهم في تأسيس فرعها في دمشق.
  • التحق بـ جمعية شباب محمد التي أسّسها الدكتور مصطفى السباعي، والتي شكلت نواة الإخوان المسلمين.
  • حافظ على علاقته الفكرية والتنظيمية بالحركة الإسلامية رغم انشغاله الأكاديمي والسياسي.
  • أسهم في بلورة خطاب إسلامي معتدل ومنفتح على القيم الوطنية والاجتماعية.
  1. الإنتاج العلمي والانتشار الدولي:
  • شارك في المؤتمرات والندوات الدولية، ودُعي أستاذاً محاضراً في مختلف الجامعات العربية والإسلامية.
  • انتُدب عام 1966 إلى جامعة أم درمان في السودان، ثم إلى كلية الشريعة في مكة المكرمة، ثم عمل مستشاراً في جامعة الملك عبد العزيز بجدة.

من أبرز مؤلفاته:

  • عبقرية اللغة العربية، 1956.
  • نظرة الإسلام في الوجود وأثرها في الحضارة، 1958.
  • نحو إنسانية سعيدة، 1961.
  • بين الثقافتين الغربية والإسلامية، 1980.
  1. الختام والوفاة:
  • تُوفّي في المدينة المنورة يوم الخميس 7 صفر 1402هـ الموافق 4 ديسمبر 1981م، ودُفن في مقبرة البقيع.

تيار المستقبل السوري، إذ يُعيد تسليط الضوء على هذه الشخصية المؤثرة في تاريخ سورية الحديثة، يدعو إلى استلهام تجارب رجال الدولة الحقيقيين الذين جمعوا بين العلم والفكر والسياسة والإيمان، وشاركوا في بناء الدولة السورية الأولى.
وإننا إذ نُدرج هذا السِجل في سلسلتنا الخاصة بـ "رموز وأعلام الدولة السورية"، فإننا نُذكّر بأهمية بناء سورية المستقبل على أُسس علمية وفكرية وإنسانية، مستلهمة من رموزٍ صنعت التاريخ، وبنت الدولة، وواجهت الاستبداد، وقدّمت نماذج مشرقة في القيادة والمواطنة والرؤية الحضارية.

شاركها على:

اقرأ أيضا

أخبار يوم الأربعاء 2025/07/09م.

تحديثات شاملة عن أخبار يوم الأربعاء 09-07-2025

9 يوليو 2025

إدارة الموقع

سورية والاتحاد من أجل المتوسط: استعادة العضوية أم إعادة تعريف الدور؟

استعادة عضوية الجمهورية السورية تمثل تحولاً سياسياً

9 يوليو 2025

إدارة الموقع