يُرحب تيار المستقبل السوري توقيعَ وزارة السياحة السورية مذكرة تفاهم مع شركتي SIDH وIDH التابعتين لمجموعة إنفنتشر الدولية، يوم الأحد 2025/07/05، لتنفيذ مشاريع سياحية وتنموية كبرى بقيمة إجمالية تقدّر بـ 8 مليارات دولار، ويعتبرها خطوة تحمل مؤشرات إيجابية لإعادة تفعيل الحركة الاقتصادية،
يرى تيار المستقبل السوري أن تطوير المدن السياحية وفق نماذج حديثة يمكن أن يشكل رافعة حقيقية للناتج المحلي، لكن ذلك يتطلب تصميم مشاريع مدروسة ذات عائد اقتصادي واقعي على المدى الطويل، خاصة في ظل محدودية الثقة السوقية وتحديات استرداد رأس المال.
كما أن فترة الاسترداد المتوقعة لهذه المشاريع تتطلب نظرة بعيدة المدى وأدوات مالية مرنة تتعامل مع تقلبات السوق المحلية والإقليمية، بما فيها التضخم والتغير في أسعار المواد الأساسية والطاقة.
يُرحب تيار المستقبل السوري بتوسيع قاعدة الشركاء لتشمل صناديق الثروة السيادية والمصارف التنموية ذات الخبرة، على أن تخضع الشراكات لتقييمات خارجية مستقلة ومعايير الحوكمة الرشيدة.
ونرى ضرورة أن يتم هيكلة التمويل بطريقة مختلطة تشمل استثمارات مباشرة، وقروض تنموية، ومساهمات حكومية منظمة، مع تحديد واضح لمسؤوليات الأطراف وشروطها.
يشير تيار المستقبل السوري إلى الحاجة الملحة لإصلاح المنظومة القانونية والاستثمارية عبر تشريعات جديدة تُعزّز الشفافية وتضمن حماية حقوق المستثمرين المحليين والأجانب على حدٍ سواء.
كما ونؤكد على أهمية تشكيل هيئات رقابية مستقلة لمتابعة مراحل التنفيذ، وتقييم الأداء، وتلقي الشكاوى والملاحظات لضمان تحقق الفائدة العامة وعدم انحراف المشروع عن أهدافه التنموية.
يُشدد تيار المستقبل السوري على أن أي عملية تطوير عمراني أو سياحي لا بد أن تُراعي الأثر البيئي، وأن تخضع لدراسات تقييم معمّقة قبل البدء.
كما ندعو إلى اعتماد معايير دولية في إدارة الموارد الطبيعية وتفادي التجاوزات البيئية التي قد تنتج عن سوء التخطيط أو الاستغلال غير المنضبط للمناطق الحساسة.
يرى تيار المستقبل السوري أن هذه المشاريع يجب أن تكون جزءًا من خطة اقتصادية وطنية شاملة، تُراعي التوزيع العادل للفرص وتُشرك المجتمعات المحلية في التنمية، لا أن تُدار بمعزل عن الأولويات المجتمعية.
وندعو إلى اعتماد عقود شراكة بين القطاعين العام والخاص وفق نماذج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وتأسيس صندوق سيادي مخصص للقطاع السياحي يُدار بشفافية ويُوجَّه نحو إعادة تأهيل المواقع التراثية وتطوير الكوادر المحلية.
يؤكد تيار المستقبل السوري أن الاستثمار الحقيقي لا يُقاس بحجم الأموال المرصودة، بل بمدى عدالة توزيع العوائد، وشفافية التنفيذ، واستدامة النمو الاقتصادي والاجتماعي، ونضع رؤيتنا هذه في إطار سعينا لبناء دولة حديثة، وعادلة، ومتقدمة، ترتكز على الإنسان كمحور وغاية للتنمية.
