المكرم رقم (47): رياض سيف

يُشكّل رياض سيف، السياسي السوري البارز، نموذجًا استثنائيًا للنضال المدني الديمقراطي في وجه الاستبداد. وُلِد عام 1946 في مدينة دمشق لعائلة من الطبقة المتوسطة، وانطلق في عالم الصناعة منذ عام 1963، حين أسّس مصنعًا صغيرًا للألبسة، سرعان ما تحوّل إلى إحدى أبرز شركات الألبسة الجاهزة في سورية.

من الريادة الاقتصادية إلى البرلمان:

في عام 1993، حصل على ترخيص تصنيع منتجات أديداس في سورية، ونجح في تصديرها إلى أوروبا، مؤسسًا علامة تجارية سورية منافسة.
دخل مجلس الشعب السوري عام 1994 كنائب مستقل، وأُعيد انتخابه عام 1998، ليُعرف بمواقفه الجريئة ونقده العلني للفساد، وخصوصًا احتكار الاتصالات من قِبل شركة تابعة لرامي مخلوف.

سيف الكلمة في ربيع دمشق:

في عام 2000، أسّس منتدى الحوار الوطني، أحد أبرز محطات ربيع دمشق، ودعا إلى إنهاء احتكار حزب البعث للسلطة.
واجه قمع النظام، وحُكم عليه بالسجن بتهمة محاولة تغيير الدستور، فدخل المعتقل خمس سنوات.
وفي عام 2005، شارك في تأسيس إعلان دمشق، وانتُخب أمينًا عامًا له بعد الإفراج عنه عام 2006، ثم أُعيد اعتقاله عام 2008 وقضى حتى 2010 في السجن، ليبلغ مجموع سنوات سجنه ثماني سنوات.

من المنفى إلى قيادة المعارضة:

مع بداية الثورة السورية عام 2011، شارك في الحراك السلمي وتعرّض للاعتداء من قِبل الأجهزة الأمنية.
غادر إلى ألمانيا للعلاج من سرطان البروستات، وأطلق من هناك مبادرة لإعادة هيكلة المعارضة بدعم أمريكي.
ساهم في تأسيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عام 2012، وتولّى منصب نائب رئيسه، ثم رئيسه عام 2017.

تكريمات وإنجازات فكرية:

خلال وجوده في السجن، نال جائزة فايمار لحقوق الإنسان عام 2003.
وفي عام 2020، نشر كتابه "سيرة ذاتية وشهادة للتاريخ"، الذي وثّق فيه رحلته السياسية ونضاله ضد الاستبداد.

عودة إلى الوطن وبناء للغد:

عاد إلى دمشق بعد سقوط النظام، واستعاد ممتلكاته، وأعاد فتح منتدى الحوار الديمقراطي في منزله، ليكون منبرًا للعدالة الانتقالية والسلم الأهلي.
عبّر عن تفاؤله بمستقبل سورية، داعيًا إلى صياغة دستور جديد يضمن حقوق الإنسان والمواطنة المتساوية.
وأكد استعداده لمعارضة أي سلطة تنحرف عن المبادئ الديمقراطية، رغم احترامه للرئيس الجديد أحمد الشرع، الذي لقّبه بـ"شيخ الفرسان".

تكريم تيار المستقبل السوري:

إننا في تيار المستقبل السوري، وانطلاقًا من إيماننا العميق بأهمية النضال السياسي والفكري، وتقديرًا للمواقف الوطنية التي واجهت الطغيان بالحق، نُكرّم اليوم الأستاذ رياض سيف بمنحه درع التيار الرمزي، تقديرًا لمقامه، ولدوره الريادي في نصرة الثورة السورية، وإصراره على خدمة الإنسان والوطن، من بوابة الكلمة والموقف والتاريخ.

شاركها على:

اقرأ أيضا

إعادة تكوين الإنسان العربي: من التهميش إلى الولادة الجديدة

التحديات التي تواجه الإنسان العربي وكيف يمكن إعادة تكوينه من التهميش إلى التحول الإيجابي.

4 ديسمبر 2025

أنس قاسم المرفوع

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية في مرحلتي ما قبل وبعد سقوط نظام الأسد

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية قبل وبعد سقوط نظام الأسد وتأثيرها على الاقتصاد والمجتمع.

4 ديسمبر 2025

إدارة الموقع