المكرم رقم (46): ديفيد كراين

وُلد المحامي الأميركي ديفيد كراين في مدينة سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا، وبدأ مسيرته الأكاديمية في جامعة أوهايو، حيث نال درجة البكالوريوس في الدراسات العامة بتخصص التاريخ عام 1972، ثم حصل على درجة الماجستير في الدراسات الأفريقية عام 1973.

بعد تخرّجه، التحق بالجيش الأميركي كضابط مظلي، وخدم في الفرقة 101 المحمولة جوًا خلال حرب فيتنام. وبينما كان في الخدمة الفعلية، نال درجة الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق بجامعة سيراكيوز عام 1980، لينضم بعدها إلى سلك القضاة العسكريين.

طوال أكثر من عشرين عامًا، خدم كراين في الجيش الأميركي، قبل أن يتقاعد برتبة مقدم، ثم أمضى نحو عقد إضافي في العمل ضمن الحكومة الفيدرالية الأميركية.
من أبرز المناصب التي شغلها: مدير مكتب مراجعة الاستخبارات، ومساعد المستشار العام لوكالة استخبارات الدفاع، وأستاذ القانون الدولي في كلية القاضي العسكري العام التابعة لجيش الولايات المتحدة.

كما شغل منصب أستاذ ممارس في كلية الحقوق بجامعة سيراكيوز بين عامي 2006 و2018، حيث درّس مواد القانون الجنائي الدولي، القانون الدولي، قانون الأمن القومي، وقانون النزاعات المسلحة. وأطلق خلال هذه الفترة مشروع "Impunity Watch"، وهو منصة إلكترونية لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في الزمن الحقيقي.

في عام 2011، أطلق كراين مشروع "SAP" لمحاسبة النظام السوري البائد، كمبادرة ضمن دورة الممارسة القانونية في جامعة سيراكيوز، شارك فيها خمسون طالبًا.
وقدّم هذا المشروع تحليلات محايدة تستند إلى مصادر مفتوحة، تهدف إلى دعم محاكمة بشار الأسد وقياداته أمام محاكم دولية، استنادًا إلى اتفاقيات جنيف، ونظام روما الأساسي، والقانون السوري.

كان أحد أبرز أعضاء لجنة التحقيق الدولية التي درست صور "قيصر" المسربة عام 2014، واعتبرها أدلة دامغة على وقوع جرائم ضد الإنسانية. كما قدّم عدة إفادات أمام الكونغرس الأميركي، داعيًا إلى تحرّك دولي عاجل لمحاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم.

في 29 أكتوبر 2013، أدلى بشهادة رسمية أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي حول إمكانية إنشاء محكمة خاصة بجرائم الحرب في سورية، وساهم لاحقًا في إعداد تقرير المعتقلين السوريين لعام 2014.

بوصفه المدعي العام المؤسس للمحكمة الخاصة بسيراليون، سافر إلى لاهاي عام 2013، حيث شهد تأييد حكم المحكمة بحق الرئيس الليبيري الأسبق تشارلز تايلور، الذي قضى بسجنه خمسين عامًا.

وفي يوليو 2018، عيّنه مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رئيسًا مشاركًا للجنة تحقيق حول قتل متظاهرين فلسطينيين على يد الجيش الإسرائيلي، قبل أن يعتذر لاحقًا عن الاستمرار لأسباب شخصية.

يشغل كراين أيضًا عضوية المجلس الاستشاري لمبادرة الجرائم ضد الإنسانية التابعة لمعهد ويتني هاريس في جامعة واشنطن، والتي تهدف إلى صياغة أول معاهدة دولية لمعاقبة هذا النوع من الجرائم.

وفي عام 2017، أسس شبكة المساءلة العالمية، للتحقيق في الجرائم الدولية في سوريا واليمن وفنزويلا والصين.

حصل ديفيد كراين على عدة أوسمة وشهادات تكريمية، أبرزها وسام الاستحقاق، وسام الخدمة المدنية المتميزة، ودكتوراه فخرية في القانون من جامعة كيس ويسترن ريزيرف (2008)، ودكتوراه فخرية في الآداب من جامعة أوهايو (2017).

إننا في تيار المستقبل السوري، وانطلاقًا من إيماننا بالدور المحوري القانوني والأخلاقي الدولي، وعرفانًا منا بالشخصيات التي وقفت مع المظلوم في العالم، والتي ساهمت بترسيخ العدالة وتمسّكت بالحق والضمير والعمل القانوني، نكرّم هذا الأسبوع المحامي ديفيد كراين ونمنحه درع التيار الرمزي تكريمًا لجهوده القانونية، ولما حمل من روح إنسانية في وجه الاستبداد والطغيان، وخدمة الإنسان.

شاركها على:

اقرأ أيضا

إعادة تكوين الإنسان العربي: من التهميش إلى الولادة الجديدة

التحديات التي تواجه الإنسان العربي وكيف يمكن إعادة تكوينه من التهميش إلى التحول الإيجابي.

4 ديسمبر 2025

أنس قاسم المرفوع

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية في مرحلتي ما قبل وبعد سقوط نظام الأسد

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية قبل وبعد سقوط نظام الأسد وتأثيرها على الاقتصاد والمجتمع.

4 ديسمبر 2025

إدارة الموقع