وُلد رائد الصالح في مدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب بتاريخ 1 مارس 1984، ونشأ في بيئة تجارية بسيطة، بدأ حياته المهنية في تجارة الألبسة ثم انتقل إلى تجارة الأدوات الكهربائية، قبل أن يتحول مسار حياته مع انطلاق الثورة السورية.
شارك مبكرًا في الاحتجاجات السلمية في مدينته، مما جعله عرضة للملاحقة من قبل النظام السوري، واضطر إثر اقتحام جسر الشغور في يونيو 2011 إلى النزوح نحو الأراضي التركية.
استقر في مخيم بخشين في ولاية هاتاي، وهناك انخرط في تنظيم شؤون الإغاثة الإنسانية وتقديم الخدمات للنازحين، فأسس مكتبًا إغاثيًا تولّى مهام إدخال المساعدات ونقل الجرحى للعلاج.
في عام 2013، تلقّى تدريبًا متخصصًا في الدفاع المدني داخل تركيا، ليعود بعدها إلى الداخل السوري ويؤسس أول مركز للدفاع المدني في بلدة اليعقوبية بريف إدلب. ثم توسعت هذه المبادرة لتشمل معظم مناطق الشمال السوري، وصولًا إلى تأسيس منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) في مؤتمر انعقد بمدينة أضنة عام 2014، حيث انتُخب رائد الصالح رئيسًا لها.
خلال قيادته، تحوّلت الخوذ البيضاء إلى نموذج إنساني عالمي، وتمكّنت فرقها من إنقاذ أكثر من 128 ألف مدني، ونالت المنظمة أكثر من 30 جائزة دولية مرموقة، منها جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي قصير عام 2017، تكريمًا لبطولاتها.
حمل رائد الصالح صوت سورية المنكوبة إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وبرز كأحد أهم الأصوات الإنسانية المؤثرة عالميًا، حتى اختارته مجلة تايم الأمريكية عام 2017 ضمن قائمة أكثر 100 شخصية تأثيرًا في العالم.
وفي 29 مارس 2025، تم تعيينه وزيرًا لإدارة الكوارث والطوارئ في سورية، ليعلن بعدها مباشرة استقالته من قيادة الخوذ البيضاء، في موقف أخلاقي أثار احترام الأوساط السورية والدولية.
بفضل رؤيته القيادية وشجاعته الميدانية، جسّد رائد الصالح صورة القيادي الإنساني السوري القادر على الجمع بين النزاهة والكفاءة والعمل الخدمي في أصعب الأوقات.
إننا في تيار المستقبل السوري، وانطلاقًا من إيماننا بالدور المحوري للدفاع المدني وتجربة الخوذ البيضاء النموذجية، وعرفانًا منا بقامات سورية التي تمسّكت بالحق والضمير والعمل الإنساني، نكرّم هذا الأسبوع الوزير رائد الصالح، ونمنحه درع التيار الرمزي تكريمًا لمقامه وفضله، ولما حمل من روح سورية الواحدة وقضيتها العادلة، في وجه الاستبداد والطغيان، وخدمة الإنسان.