- ولِد فوزي الغزي سنة 1897 في حي العقيبة بدمشق.
- والده إسماعيل الغزي كان قاضياً معروفاً. دَرَس الحقوق في المعهد الملكي في اسطنبول.
- انتسب إلى حزب الشعب، الذي أسس في حزيران 1925، وهو أول حزب سياسي عرفته البلاد في ظل الانتداب الفرنسي.
- عمل مع زميله في كلية الحقوق فارس الخوري على صياغة نظام الحزب الأساسي وأهدافه، حيث كان الحزب برئاسة الدكتور عبد الرحمن الشهبندر، وكان أمين السر فيه المحامي إحسان الشريف، شريك الغزي في مكتب المحاماة بدمشق.
- طالب الحزب بتحرير البلاد من الحكم الفرنسي وتوحيد الأراضي السورية التي قسمت على يد الفرنسيين سنة 1920.
- وضمت أهدافه تأسيس نظام ملكي دستوري في سورية، يكون العرش فيه إما للملك فيصل الأول أو لأحد أشقائه من أبناء الشريف حسين بن علي، قائد الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين.
- انضم قادة حزب الشعب إلى صفوف الثورة السورية الكبرى وكان من بينهم فوزي الغزي، الذي عمل مع الشهبندر على تهريب السلاح إلى غوطة دمشق ونقل المعارك إلى شوارعها.
- أُلقي القبض عليه وسيق إلى سجن أرواد ومن ثم وضع تحت الإقامة الجبرية في مدينة الحسكة.
- تسبب اعتقاله وتعذيبه بتراجع حادٍ في صحته بالرغم من صغر سنه، وتساقطت أسنانه من بعدها وصار يعاني من عدة أمراض مزمن.
- بعد خروجه من المعتقل مع نهاية الثورة عام 1927، عُرضت عليه حقيبة الداخلية في حكومة الداماد أحمد نامي ولكنه رفضها وفضل العودة إلى مهنة التدريس وممارسة المحاماة في مكتبه بدمشق.
- انضم إلى الكتلة الوطنية فور تأسيسها عام 1927، ودعا إلى تفعيل النضال السياسي ضد الفرنسيين، بدلاً من العسكري، كما طالب الثوار بإلقاء سلاحهم والعمل على إنهاء الانتداب بكل الطرق السلمية القانونية.
- في عام 1928 فاز الغزي بمعقد في المجلس التأسيسي المنتخب والمكلف بصياغة أول دستور جمهوري في البلاد، حيث انتُخب هاشم الأتاسي رئيساً للمجلس وعُين فوزي الغزي رئيساً ثانياً له.
- خلال الحملة الانتخابية، قاد مظاهرات كبرى في دمشق ضد مرشح حكومة الانتداب الشيخ تاج الدين الحسني ونجح في منع مناصريه من دخول مراكز الانتخاب في أحياء الشاغور وساروجا، مما أدى إلى اعتقاله مجدداً بضعة أيام.
- كان العقل القانوني في اللجنة الدستورية والذي أشرف على أعمالها وإنجاز مهمتها خلال مدة لم تتجاوز الأسبوعين.
- أُعلن عن انتهاء العمل بالدستور في يوم 4 حزيران 1928، وقدم الغزي شرحاً مفصلاً عن مواده المئة وخمس عشرة، المستلهمة من الدساتير الأوروبية العصرية.
- أسس الدستور الجديد لنظام حكم رئاسي وبرلماني في سورية، ولانتخابات تشريعية ورئاسية، حُددت فيها ولاية رئيس الجمهورية بأربع سنوات، وأصر الغزي على عدم ذكر الانتداب الفرنسي في أي مادة من مواد الدستور، لكي لا يعطي فرنسا أي شرعية قانونية في سورية، كما حدد جغرافية الجمهورية سورية بحدودها الطبيعية، مع فلسطين والأردن ولبنان، وأعطى الدستور رئيس الجمهورية السوري المنتخب، لا المفوض السامي الفرنسي، حق إعلان السلم والحرب وإبرام الاتفاقيات والمعاهدات الدولية باسم الدولة السورية.
- اعترضت المفوضية الفرنسية العليا في بيروت على ست مواد من الدستور، منها حدود سورية الطبيعية وصلاحيات رئيس الجمهورية وعدم الاعتراف بشرعية الانتداب، وطالبت بتعديلها أو شطبها، ولكن هاشم الأتاسي وفوزي الغزي لم يوافقا على هذا الطلب وطرحا الموضوع على التصويت أمام اللجنة الدستورية، لكي يكتسب موقفهم شرعية من الشارع السوري.
- غضب المفوض السامي من هذا التحدي، وقام بحل المجلس وبتعطيل العمل بالدستور إلى أجل غير مُسمى.
- توفي بشكل مفاجئ في 5 حزيران 1929، وخرجت مدينة دمشق عن بكرة أبيها في وداعه في جنازة شعبية مهيبة، شاركت فيها النقابات والمدارس وجميع زعماء الكتلة الوطنية، يتقدمهم الرئيس هاشم الأتاسي.
- حمل المشيعون لافتات كتب عليها: "مات أبو الدستور، فليحيا الدستور".
- رثاه زميله فارس الخوري بقصيدة طويلة جاء في مطلعها: "يبكيكَ أحرار سورية وأنت أخُ…ويبكيكَ دستور سورية وأنت أب".
- في أولى جلسات المجلس النيابي بعد رحيله، طالب نائب دمشق الزعيم فخري البارودي بالوقوف دقيقة صمت حداداً على روح فوزي الغزي وعلى دستور سورية الذي تم إجهاضه.
- تبين لاحقاً أن موت الغزي كان مُدبراً من قبل زوجته لتتزوج من ابن أخيه.
- تم اعتقال الزوجة والعشيق مع الصيدلي الذي باع البرشانة، وحكم عليهم بالإعدام، ولكن المفوض السامي هنري بونسو تدخل في القضية وتم تخفيف العقاب إلى السجن المؤبد.
- أُُطلق اسم فوزي الغزي على شارع رئيسي في حي أبو رمانة بدمشق، تكريماً له ولمنجزاته الوطنية.
إننا في تيار المستقبل السوري، إذ نستذكر ذكرى رجالات الدولة المؤسسين لسورية، نستحضر أحد رجالات سورية المؤثرين، وواحداً من رموز أعلام الدولة السورية الأولى الذين ساهموا بالتأثير في بنيتها، أبو الدستور السوري "فوزي الغزي" ضمن ملف متسلسلٍ نقدمه لكم ليضمُّ رموز وأعلام الدولة السورية، رغبةً منا بربط حاضرنا المعاصر بماضٍ صلبٍ، ومحطاتٍ تاريخية، رجاء أن نُحيِيَ في شعبنا الحاجة لبناء وصناعة رجال دولةٍ بامتياز، نتعلمُ من تجاربهم، ونتجاوز سلبياتهم، ونبني على تاريخهم، فنحفظَ الوطن، ونصون المكتسبات، ونعيد للدولة السورية عزّها ومجدها، بعد سنوات الظلم والاستبداد والفساد.