تيار المستقبل السوري يعُدُّ القرار الذي حمل رقم (284) الصادر يوم أمس السبت 2025/05/10م، عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خطوة إيجابية نحو تعزيز السلم الأهلي وحماية النسيج الاجتماعي، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها البلاد، مع تأكيدنا على أن مواجهة الاستقطاب الطائفي والمناطقي تتطلب سياسات شاملة تتعامل مع جذور الأزمة، لا مع أعراضها فحسب.
تيار المستقبل السوري يُرحب بالجهود الرامية إلى تحصين الحرم الجامعي من خطاب الكراهية، الذي يُعدُّ فضاءً حيوياً لبناء المستقبل، وصقل الهوية الوطنية الجامعة، فالحفاظ على البيئة التعليمية من التقسيمات الطائفية والمذهبية واجبٌ وطني وأخلاقي، لا سيما بعد الحوادث المؤسفة التي أدت إلى انسحاب طلابٍ من أهلنا الدروز وغيرهم، وهو ما أشار إليه رئيس التيار صراحةً في رسالةٍ موجَّهةٍ للسوريين بهذا الصدد.
تيار المستقبل السوري يطمح إلى أن تكون هذه الإجراءات جزءاً من استراتيجية وطنية عاجلة لـ إصلاح المنظومة التعليمية برمتها، عبر مراجعة المناهج الدراسية، وتعزيز قيم المواطنة والحوار، وبناء سياسات تكافؤ الفرص، وضمان تمثيل عادل لكافة المكونات السورية في الهيئات التدريسية والإدارية، فالقمع الجزئي لخطابات التحريض لن يُجدي نفعاً دونما معالجة لأسباب التمييز، مثل غياب العدالة ونحوه.
تيار المستقبل السوري يدعو إلى شفافية كاملة في التحقيقات الخاصة بحوادث التحريض الطائفي، مثل تلك التي حدثت في السكن الجامعي بحمص، مع ضرورة محاسبة جميع المتورطين، بمن فيهم من تقاعس عن حماية الطلاب، كما نطالب بتفعيل آليات دعم الضحايا، وفتح قنوات اتصال مع الطلاب المُهجّرين قسراً لضمان عودتهم الآمنة إلى مقاعد الدراسة.
تيار المستقبل السوري يُحذّر من تحويل هذه القرارات إلى أداة لتقييد الحريات الأكاديمية أو تكميم الأفكار النقدية تحت ذرائع مطاطة، فالحل لا يكمن في القوانين الجزائية وحدها، بل في تعزيز ثقافة الحوار والتعددية، ودعم المبادرات الطلابية التي تُعلي قيم التعايش، وإشراك المجتمع المدني في تصميم برامج التوعية.
تيار المستقبل السوري يرى أن إنهاء الاستقطاب الطائفي يتطلب إطلاق حوار وطني شامل دائم لاينقطع، تشارك فيه كل الأطراف، لوضع ميثاق أخلاقي جامعي، وإقرار تشريعات تُجرّم كل أشكال التمييز، وتعيد هيكلة المؤسسات التعليمية لتعكس تنوع الشعب السوري ووحدة مصيره.
تيار المستقبل السوري إذ يؤيد كل جهد يُعزز الوحدة الوطنية، فإنه يعتبر أن المعركة الحقيقية هي "معركة وعي" تُبنى بالعدل والمساواة، لا بالإقصاء والإكراه، كما وندعو كافة السوريين إلى العمل معاً لتحويل الجامعات من ساحات صراع إلى منارات تنوير تُضيء طريق الخلاص من الاستبداد والانقسام.