تيار المستقبل السوري يشارك في هذا اليوم المفصلي من الذاكرة التاريخية للشعب الشركسي، إخوته الشركس في سورية وخارجها مشاعر الألم والاعتزاز، مستذكرين معًا ذكرى الإبادة والتهجير القسري التي ارتُكبت بحق أجدادهم على يد الإمبراطورية الروسية في الحادي والعشرين من أيار عام 1864م، والتي أودت بحياة نصف الشعب الشركسي، وتسببت في تهجير الباقين إلى مختلف البلدان الإسلامية، ومن بينها سورية التي احتضنتهم وطنًا ثانيًا لهم.
تيار المستقبل السوري يرى في تمكُّن السوريين الشركس اليوم، ولأول مرة، من إحياء هذه الذكرى الأليمة على أرض سورية، مشهداً رمزياً يعكس بداية ولادة سورية جديدة تُعيد الاعتبار لكل مكوناتها، وتكفل حرية التعبير عن الآلام والآمال، وتُؤمن بأن التعددية العرقية والدينية والثقافية ليست عبئًا بل غنىً حضاريًا ومصدر قوة لشعبٍ صمَد في وجه الطغيان والتمزيق.
تيار المستقبل السوري يؤكد أن الاعتراف بهذه الذكريات، وإتاحة المجال لاحترام خصوصيات المكونات، يشكّل خطوة حقيقية نحو ترسيخ وحدة وطنية قائمة على العدالة والكرامة والمواطنة المتساوية.
تيار المستقبل السوري يجدد التزامه ببناء دولة سورية حرة، ديمقراطية، تعددية، تفتح ذراعيها لكل أبنائها دون إقصاء، وتضمن حق الجميع في التعبير عن هويتهم وتاريخهم، وتمضي بعزم نحو مستقبل يجمع ولا يُفرّق، يُصافح الذاكرة ولا يتنكر لها.