حول حديث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن دعم سورية

مقدمة:

إنّ حديث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين يوم أمس الخميس 17/4/2025م، عن ضرورة دعم سورية، وما تضمّنه من تأكيد على أهمية دعم الرئيس الشرع، يحمل في طياته رسائل استراتيجية عميقة، تتجاوز المجاملة الدبلوماسية إلى رسم أبعاد جديدة لمكانة سورية في النظامين الإقليمي والدولي، نذكر منها ما يلي:

أولًا: رسائل المعنى والدلالة من تبنّي زعماء إقليميين لقضية سورية الجديدة:

  1. تحويل سورية من "قضية نزاع" إلى "قضية بناء"
  2. حين يتحدث أمير قطر أو الرئيس التركي عن الدولة السورية الجديدة، فإنهما يضفيان على هذه الدولة شرعية سياسية تتجاوز حدودها الداخلية، ويضعانها في خانة الدول التي يُبنى على وجودها مصالح وتحالفات، لا مجرد ملف نزاع أو أزمة إنسانية.
  3. التحدث باسم سورية: تزكية إقليمية وتمثيل غير مباشر:
  4. عندما يصبح أمير قطر أو الرئيس التركي من أبرز المتحدثين باسم الدولة السورية الوليدة، فهذا يعكس أمرين:
  5. – تزكية مباشرة من قوى إقليمية ذات ثقل، توحي بأن هذا النظام الجديد يحظى باعتراف ضمني وشبه رسمي.
  6. – سدّ فراغ التمثيل الدولي مؤقتًا، في ظل تعقيدات المشهد الدبلوماسي، إلى أن تستعيد الدولة السورية الجديدة تمثيلها الكامل في المؤسسات الدولية.

ثانيًا: الرسائل السياسية والدبلوماسية لروسيا من الاستماع إلى هذا الخطاب

  1. روسيا تقرأ المشهد بواقعية جديدة: استماع بوتين إلى هذا الطرح دون اعتراض، بل وربما بقبول ضمني، يُظهر أن موسكو تدرك التغيرات الجارية في الداخل السوري، وتستعد للعب دور متجدد في سورية المستقبل.
  2. التنسيق الثلاثي (قطر – تركيا – روسيا): قد تكون هذه التصريحات مدخلًا لإعادة ترتيب المحاور في المنطقة، على قاعدة دعم الدولة السورية الجديدة بدلًا من الاستثمار في الانقسامات السابقة.

ثالثًا: الأثر الدولي والإقليمي لهذا التوجه:

  1. على الصعيد الدولي:
  2. فتح باب إعادة الاعتراف الدولي التدريجي: هذه التصريحات قد تُمهّد الطريق لإعادة اندماج سورية في المنظومة الدولية، ليس فقط كمكان جغرافي بل كفاعل سياسي جديد.
  3. تخفيف الضغوط والعقوبات: حين تصبح الدولة السورية الجديدة موضوع نقاش بين الكبار، يبدأ العالم في إعادة تقييم سياسة العقوبات والعزل.
  4. على الصعيد الإقليمي:
  5. انتقال سورية من موقع الاضطراب إلى موقع التأثير: دعم قطر وتركيا يعيد لسورية ثقلها الاستراتيجي في ملفات مثل الأمن الإقليمي، الطاقة، والتوازنات الجيوسياسية.
  6. استقرار إقليمي مشروط بنجاح سورية الجديدة: الدول الإقليمية أصبحت تراهن على أن أمنها مرتبط بشكل وثيق بنجاح التجربة السورية الجديدة، لا بانهيارها.

رابعًا: الأهمية الرمزية لزيارة الرئيس السوري الشرعي إلى قطر:

  1. تحول رمزي في الشرعية: حين تستضيف قطر الرئيس الجديد لسورية، فإنها ترسل رسالة بأن صفحة النظام السابق قد طُويت، وأن مرحلة جديدة بدأت.
  2. ربط مستقبل سورية بمستقبل الشعوب لا الأنظمة: الحديث عن "العلاقات بين الشعبين السوري والروسي" يوحي بتحول في فلسفة العلاقات الدولية تجاه سورية، من أنظمة إلى شعوب، من سلطات إلى إرادات وطنية.

خامسًا: ما قيمة هذا الحدث؟

  1. إنه اعتراف ناعم لكنه مؤثر جدًا بشرعية المشروع السوري الجديد.
  2. إنه اختبار لإرادة المجتمع الدولي: هل سيتعامل مع سورية باعتبارها "مشكلة يجب احتواؤها"، أم "فرصة يجب دعمها"؟
  3. إنه إعادة تموضع دبلوماسي لدول كبرى (تركيا وقطر) لتصبح ضامنة وداعمة لسورية الجديدة في وجه مشاريع إقليمية أخرى قد تكون أقل شفافية أو أكثر عدوانية.

د. زاهر بعدراني

مكتب الرئاسة

مقال

تيار المستقبل السوري

شاركها على:

اقرأ أيضا

تفعيل دعم الاتحاد الأوروبي لمكافحة حرائق اللاذقية ومسارات التعافي البيئي والسيادي

دور الاتحاد الأوروبي في مكافحة حرائق اللاذقية وأثره على البيئة والمجتمعات المحلية.

10 يوليو 2025

إدارة الموقع

التحقيق في أحداث الساحل السوري ومطالبة منظمة العفو الدولية نشر التقرير الكامل

أحداث الساحل السوري موضوع مهم يتطلب تحقيق العدالة والمساءلة

10 يوليو 2025

إدارة الموقع