تيار المستقبل السوري في هذا اليوم، الموافق 24 نيسان/أبريل، الذي يحتفي فيه العالم بتعددية الأطراف والدبلوماسية كركيزة لتحقيق السلام، والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2018، يُجدد تأكيده على التزامه العميق بمبادئ التعاون الدولي والحلول السلمية كسبيل لإنهاء معاناة الشعب السوري، وبناء مستقبل يضمن الكرامة الإنسانية، ويحفظ حقوق الأجيال القادمة.
تيار المستقبل السوري يرى بأن الأزمات المتلاحقة التي عصفت بسورية، وعلى رأسها الحرب المدمرة التي استنزفت الوطن لأكثر من عقد، أن غياب الحوار العادل وتغليب المصالح الضيقة لا يؤدي إلا إلى مزيد من الخراب، ومن هذا المنطلق، نؤمن بأن التعددية والدبلوماسية تمثلان الخيار الوحيد لتحقيق المصالحة الوطنية، وتعزيز التنمية المستدامة، وترسيخ الأمن والاستقرار، استنادًا إلى المبادئ الثلاثة التي تقوم عليها الأمم المتحدة: السلام، التنمية المستدامة، وحقوق الإنسان.
تيار المستقبل السوري يؤمن أن سورية اليوم في أمس الحاجة إلى تعزيز التعاون الدولي القائم على احترام سيادتها ووحدة أراضيها، وإلى دعم جهود إعادة الإعمار التي تضع حقوق الضحايا في صدارة الأولويات، وتضمن عدالة الانتقال من مرحلة الصراع إلى دولة القانون والمؤسسات، كما أن تحقيق السلام الدائم يتطلب حواراً جاداً بين جميع الأطراف السورية، بدعم أممي فعال، بعيدًا عن التدخلات الخارجية التي تزيد المشهد تعقيدًا وتعمق الانقسامات.
تيار المستقبل السوري يدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية تجاه الشعب السوري، من خلال دعم مسارات دبلوماسية شاملة تدعم استقرار سورية وتمنع عودة الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان التي رسخها النظام البائد بسورية، وتضمن عودة النازحين واللاجئين، وتعيد إحياء الاقتصاد عبر مشاريع تنموية عادلة.
تيار المستقبل السوري يُناشد جميع السوريين قيادة وجماعات ومكونات وتيارات وأحزاب وطوائف وقوميات ضرورة التخلي عن منطق الاستئثار بالسلطة، وتغليب المصلحة الوطنية العليا، والانخراط بجدية في إنجاح مسار بناء الدولة التي تُكرس التعددية وتضمن مشاركة جميع مكونات الشعب.
تيار المستقبل السوري يدعو القيادة السورية الجديدة إلى الاستفادة من قيم هذا اليوم، عبر تعزيز ثقافة الحوار والتعاون مع المجتمع الدولي، وتبني نهج دبلوماسي يضع مصلحة الشعب السوري فوق كل اعتبار، فبناء سورية المستقبل يتطلب إرادة سياسية صادقة تعمل على تحقيق السلام العادل، وترسيخ العدالة الاجتماعية، وضمان حقوق الإنسان، بما يضمن حق السوريين في تقرير مصيرهم دون وصاية.
تيار المستقبل السوري يؤكد أن السلام ليس مجرد غياب الحرب، بل هو عملية بناء مؤسسي وقانوني واجتماعي ترسخ العدل، وتحمي الحريات، وتضمن حق السوريين في تقرير مصيرهم دون وصاية، ولن يتحقق ذلك برأينا إلا بتضامن دولي حقيقي، وإرادة داخلية تدرك أن المستقبل لا يبنى إلا على أسس التعاون واحترام إرادة الشعب.