حول مشاركة تيار المستقبل السوري باحتفالية "هُجرنا وانتصرنا" بمدينة الرحيبة بريف دمشق

لبى تيار المستقبل السوري الدعوة الموجّه له من مجلس مدينة الرحيبة في ريف دمشق، وذلك ظهيرة يوم الأحد 20/4/2025م، والتي كانت بعنوان: "هُجرنا وانتصرنا".

وقد حضر الاحتفالية وفد تيار المستقبل السوري، من المكتبين السياسي والتنظيمي من كل من العاصمة دمشق والشمال السوري.

كما وألقى مدير قسم البحوث والدراسات في المكتب العلمي لـِ تيار المستقبل السوري الأستاذ الباحث جمعة محمد لهيب، كلمة التيار والتي جاء فيها:

كلمة تيار المستقبل السوري في احتفالية "هجرنا وانتصرنا" بمدينة الرحيبة  

 

بسم الله الرحمن الرحيم،  

أيها الحضور الكريم، أنقل لكم تحيات السيد رئيس تيار المستقبل السوري الدكتور زاهر بعدراني، والذي شرفني وكلفني بإلقاء هذه الكلمة بالنيابة عنه، وبرفقتنا السادة ممثلي المكتبين السياسي والتنظيمي في تيار المستقبل السوري، حيث نلتقي هنا كوفدٍ رسمي، قدمنا إلى هذه المدينة من الشمال السوري "عاصمة التحرير"، ومن دمشق الفيحاء "عاصمة القرار".

نلتقي اليوم في مدينة الرحيبة، في قلب القلمون، لنحتفل بتحرير بلدنا الحبيب سورية، وعودة المهجرين والنازحين، تحت عنوان يحمل في طياته معانٍ عميقةً: "هُجّرنا وانتصرنا".

إن التهجير "جرح القلمون الذي لا يُنسى" بل جرح كثير من المدن السورية الحرة.

نعم … لقد أُجبر كثير من السوريين على ترك منازلهم وأرضهم، ليعيشوا سنوات من الغربة والمعاناة.  

وفي هذا السياق، نستذكر قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين خرج من مكة: "ولولا أن قومك أخرجوني منكِ واللهِ ما خرجت"، تلك الكلمات تلخص شعور كل مهجّرٍ غادر أرضه مكرهًا، لكنه حمل معه حب الوطن والإصرار على العودة. 

واليوم، نعود منتصرين، ليس عبر الدماء، بل عبر طريق الفتح غير الدموي، لنجعل من دروبنا جميعاً (وكلٌّ من موقعه) طرقاً وجسوراً لإعادة بناء لبنات دولتنا السورية الجديدة

إن عودة المهجرين بدايةً ملهِمَةً لمرحلة جديدة، مرحلة بناء (العقد الاجتماعي) الذي يضمن حقوق الجميع، ويؤسس لدولة تقوم على العدالة والمساواة.

وهنا لا ننسى أن للقلمون أهميته الجيوسياسية!!.

فالقلمون شريان استراتيجي لسورية، بحكم موقعه الحساس الذي يربط دمشق بالمناطق الشمالية. 

لذا فإن استقرار القلمون في إحدى تمظهراته يعني استقرار سوريا بأكملها، وهو مفتاحٌ لتعزيز الأمن الوطني، وحماية الحدود من أي تهديدات خارجية.  

كما أن القلمون يُعد مركزًا للكنائس التاريخية مثل كنيسة ميلاد السيدة، وكنيسة النبي إلياس والتي تعد من أقدم الكنائس بالمنطقة، ما يعكس ذلك التنوع الديني الهام والعيش المشترك في هذه المنطقة تحديداً. 

عيشٌ مشترك وليس مجرد "تعايش"، فللدكتور زاهر بعدراني لطيفة ذكرها لنا قبل قدومنا عن الفرق بين العيش المشترك الذي يجب أن نسعى لترسيخه، والتعايش، بزيادة "ألف الطلب" باللفظة، فالتعايش يحمل في طياته ألف الطلب، بينما العيش المشترك هو وحدة حقيقية تُبنى على الاحترام المتبادل وهي أصل كل علاقة في سوريتنا قديماً وحاضراً ومستقبلاً.  

دعوني أستغل هذا المقام، لأقدم بين يديكم رؤيتنا في تيار المستقبل السوري التي نسعى إليها وندفع، والتي نرى أنها خريطة طريقة نتفق عليها مع قيادتنا الجديدة:

  1. تعزيز الوحدة الوطنية، وبناء أواصر الألفة بين السوريين، بعيدًا عن أي انقسامات أو خلافات.  
  2. العمل على المصالحة الوطنية الحقيقية، فمن حرر بلدنا هم فاتحون وليسوا غزاة، من حرر هم أبناء البلد وليسوا محتلين، من حرر حرر لرفع الحيف والظلم عن كل شعبنا المكلوم.
  3. ترسيخ الاستثمار في سورية، ومنها منطقة القلمون كاملا، هذه المنطقة التي تستحق كما يجب أن تكون نموذجًا للتنمية المجتمعية والاقتصادية، وبما يعزز دورها في مستقبل سورية.  
  4. رفض التدخلات الخارجية، لتكون سورية مستقلة في قرارها، بعيداً عن أي هيمنة أو تدخلات خارجية.  

أيها الحضور الكريم، إن احتفالنا اليوم هو احتفال بالأمل، بالقدرة على تجاوز الألم، وبالإصرار على بناء مستقبل أفضل.

فالقلمون، برمزيته التاريخية والجغرافية، سيكون دائمًا قلب سورية النابض، ومثالًا للعيش المشترك الذي يُعيد وحدتنا وقوتنا.  

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركها على:

اقرأ أيضا

المكرم رقم (43) عبد المنعم زين الدين

إننا في تيار المستقبل السوري، وانطلاقًا من جهوده الدينية والثورية والإعلامية، ووقوفه إلى جانب أبناء شعبه في ثورتهم ضد الظلم

22 يونيو 2025

Media Office

أزمة السيولة والإصلاح الهيكلي: قراءة فلسفية لتحوّل الاقتصاد السوري بعد سقوط الأسد ورفع العقوبات

المقدمة: شهد المشهد السياسي السوري تحولات جذرية في السنوات الأخيرة مع سقوط النظام البائد وتمهيد الطريق لمرحلة تحوّلية جديدة، تميزت

22 يونيو 2025

Research Team