بسم الله الرحمن الرحيم
"إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" (محمد: 7)
في ذكرى معركة بدر الكبرى، التي كانت نقطة تحول تاريخية في مسيرة النضال من أجل الحق والحرية، يتقدم المكتب الديني لتيار المستقبل السوري بالتهنئة للمسلمين في كل مكان، وإلى شعبنا السوري، ولكل الأحرار الساعين إلى العدالة والكرامة في العالم.
إن معركة بدر ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي درس خالد في التضحية والصبر والتخطيط الاستراتيجي، حيث أثبتت أن الإرادة الجماعية للمستضعفين قادرة على تحقيق النصر في مواجهة الظلم والطغيان. واليوم، ونحن نعيش مرحلة ما بعد تحرير سورية من نظام الاستبداد، نستحضر هذه القيم العظيمة كإلهام لبناء دولة حديثة تقوم على أسس الحرية والمساواة والعدالة.
تيار المستقبل السوري يرى أن معركة بدر تذكرنا بأن النصر الحقيقي لا يتحقق فقط بالسلاح، بل بوحدة الصفوف، والإيمان بالمبادئ، والعمل الجماعي الذي يضع مصلحة الأمة فوق كل اعتبار، وكما كانت بدر بداية لبناء مجتمع قائم على العدل والإيمان، فإن تحرير سورية يجب أن يكون بداية لعهد جديد تُبنى فيه دولة المواطنة المتساوية، دولة القانون والمؤسسات التي تحمي حقوق الجميع دون تمييز أو إقصاء.
تيار المستقبل السوري وفي هذه المرحلة المصيرية، يدعو إلى استلهام روح بدر في مواجهة التحديات الكبرى التي تواجه سورية، من إعادة الإعمار إلى تحقيق المصالحة الوطنية، وعلينا أن نعمل معًا لتحويل الانتصار على الاستبداد إلى مشروع حضاري يعيد بناء سورية على أسس جديدة، تُكرّس التعددية السياسية والثقافية، وتضمن العدالة الانتقالية، وتحصّن البلاد من عودة الفساد والاستبداد.
إن المكتب الديني لتيار المستقبل السوري يؤكد أن مستقبل سورية يجب أن يُبنى بإرادة شعبها الحرة، وبمشاركة جميع أبنائها، بعيدًا عن أي هيمنة خارجية أو استعادة للنماذج القمعية البائدة. وكما كانت بدر يوم الفرقان بين الحق والباطل، فإننا نؤمن بأن سورية الجديدة ستكون فرقانًا بين عهد الظلم وعهد الحرية والكرامة.
تيار المستقبل السوري يرفع التحية لكل من ضحى في سبيل الحرية والكرامة، ونتعهد بأن تكون ذكرى بدر مصدر إلهام دائم لنا في بناء سورية المستقبل، سورية التي تُصان فيها كرامة كل مواطن، وتتحقق فيها أحلام شهدائها.
