في الحادي والعشرين من آذار/مارس من كل عام، يحتفل العالم بيوم الشجرة، الذي يُعدّ مناسبةً عالميةً لتجديد الالتزام بحماية البيئة، وتعزيز الوعي بأهمية الغطاء النباتي في تحقيق التوازن المناخي، ومكافحة التصحر، وصون الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
تيار المستقبل السوري يرى أنه هذا اليوم يُذكّرنا بأن الشجرة ليست مجرد كائنٍ حي، بل هي رمزٌ للحياة والمقاومة والصمود، وشريكٌ أساسي في بناء مستقبلٍ مستدام.
تيار المستقبل السوري يرى أن مهمة إعادة التشجير كـقضية وطنية ملحّة، لا تقل أهميةً عن إعادة إعمار البنى التحتية في سورية التي فقدت خلال السنوات الماضية جزءاً كبيراً من غاباتها بسبب الحرائق والقطع الجائر والتداعيات البيئية للحرب، فالأشجار، التي كانت تُزيّن سهولنا وجبالنا منذ آلاف السنين، ليست فقط رئةً تنفّس بها الأرض، بل هي جزءٌ من هويتنا التاريخية والثقافية، وحصنٌ طبيعيٌ ضد التصحّر الذي يهدد الأمن الغذائي والمائي.
تيار المستقبل السوري يرى أن الحملات الوطنية لإعادة التشجير يجب أن تكون جزءاً من استراتيجيةٍ شاملةٍ للتنمية المستدامة، تُدمج فيها الدروس المستفادة من التجارب الدولية الناجحة. فدول مثل الصين وألمانيا أثبتت أن إعادة الغابات ممكنةٌ عبر برامج علميةٍ طويلة الأمد، تعتمد على مشاركة المجتمعات المحلية، وتشريعاتٍ صارمةٍ ضد الاعتداء على البيئة، واستخدام التقنيات الحديثة في الري وإدارة الغابات.
تيار المستقبل السوري يؤمن بضرورة وحود تعاون بين الحكومة والمجتمع المدني لزراعة ملايين الأشجار سنوياً، مع إعطاء أولويةٍ للمناطق الأكثر تضرراً، مثل حوض الفرات والمناطق المحيطة بالمدن الكبرى.
تيار المستقبل السوري يدعو لاعتماد سياساتٍ تشجيعية لدعم المزارعين في زراعة الأشجار المثمرة والمحلية المقاومة للجفاف، مما يُسهم في تحقيق الأمن الغذائي ويوفر فرص عملٍ لأبناء الريف.
تيار المستقبل السوري يُشدد على أهمية توعية الأجيال الناشئة بأهمية الحفاظ على البيئة، عبر إدراج مفاهيم الاستدامة في المناهج التعليمية، وإنشاء نوادٍ بيئيةٍ في المدارس والجامعات.
تيار المستقبل السوري يدعو إلى ضرورة استعادة الغابات الطبيعية عبر مشاريع بحثية بالشراكة مع المنظمات الدولية، كتجربة “السور الأخضر العظيم” في إفريقيا، الذي يهدف إلى وقف زحف الصحراء.
تيار المستقبل السوري يُحيي في هذا اليوم جهود العاملين في المجال البيئي، والمتطوعين الذين يزرعون الأمل بكل شتلةٍ تُغرس في أرض الوطن، ونؤكد أن معركة إعادة التشجير هي معركةٌ ضدّ الفقر والجهل والتهميش، وهي فرصةٌ لتعزيز التماسك الاجتماعي عبر حملاتٍ تطوعيةٍ تجمع السوريين تحت شعار “يدٌ تُصلح.. ويدٌ تزرع”.
تيار المستقبل السوري يدعو الحكومة إلى إصدار قانونٍ وطنيٍ صارمٍ لحماية الغابات، وإنشاء صندوقٍ وطنيٍ لدعم المبادرات البيئية، كما نطالب المجتمع الدولي بتمويل مشاريع إعادة التأهيل البيئي في سورية، انطلاقاً من مسؤولياته الأخلاقية في معالجة الأضرار التي أثّرت على المناخ جراء الأزمات الأخيرة.
في الختام، نرفع تحيةً إلى كل سوريٍ يُساهم في إعادة اخضرار أرض الوطن، وكل عام وسورية تُعيد إحياء تراثها الطبيعي، وتُثبت أن شعباً يُحب أرضه قادرٌ على أن يجعل من الرماد حدائق.