حول اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري

في الحادي والعشرين من آذار/مارس من كل عام، يُحيي العالم ذكرى “اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري”، الذي أقرّته الأمم المتحدة تخليداً لضحايا مجزرة شاربفيل عام 1960م في جنوب إفريقيا، حيث سقط عشرات المدنيين السود برصاص نظام الفصل العنصري البائد

تيار المستقبل السوري يعتبر هذه الذكرى ليست مناسبةً للوقوف عند الماضي الأليم فحسب، بل هي دافعٌ عالمي لمواصلة النضال ضد كل أشكال التمييز والعنصرية، التي ما زالت تُهدد السلم الأهلي وتُضعف نسيج المجتمعات.  

تيار المستقبل السوري يرى أنه في سورية، التي تُعتبر نموذجاً تاريخياً للتعددية الثقافية والدينية والإثنية، أن هذا اليوم يكتسب بُعداً خاصاً، فالتنوع الذي شكّل لقرونٍ مصدر إثراءٍ حضاري، أصبح اليوم في ظل ظروف الحرب والأزمات عُرضةً للاستغلال من قبل قوى التقسيم والاستعمار الجديد، التي تسعى إلى تفكيك الهوية الوطنية عبر تأجيج النزعات الطائفية والعرقية.

تيار المستقبل السوري يرى أن محاربة التمييز العنصري ليست قضية أخلاقية فحسب، بل هي شرطٌ جوهري لتحقيق “المصالحة الوطنية” وبناء سورية المستقبل، القائمة على المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية.  

تيار المستقبل السوري يعتبر أن سورية شهدت كغيرها من دول العالم ممارسات تمييزية خلّفت جراحاً عميقةً في جسد المجتمع، خاصةً خلال السنوات الماضية، لكننا نؤمن بأن تجاوز هذه المرحلة يبدأ بترسيخ ثقافةٍ وطنيةٍ تُعلي مبدأ “التنوع في إطار الوحدة” وتجريم كل خطابٍ أو سياسةٍ تُفرّق بين السوريين على أساس العرق أو الدين أو الجنس أو اللون.

تيار المستقبل السوري يعتبر النهوض بسورية يبدأ من إعادة الاعتبار للإنسان السوري كقيمةٍ عليا، عبر تعزيز التشريعات التي تحمي حقوق المكوّنات كافة، ودعم مؤسسات المجتمع المدني الفاعلة في مجال الحوار الوطني.  

تيار المستقبل السوري يُجدد التزامه بمواجهة كل أشكال التمييز، وندعو كافة القوى السياسية والثقافية إلى توحيد الجهود لبناء استراتيجية وطنية شاملة تُعزّز قيم التسامح والانتماء المشترك، كما نطالب الحكومة بإقرار قوانين صارمة تجرّم التمييز العنصري، وتضمن حق كل مواطن في العمل والتعليم والتمثيل السياسي دون أيّ إقصاء.  

تيار المستقبل السوري يرفع تحية إجلال لكل من ناضل ضد العنصرية في سورية والعالم، ونذكر بأن طريق الحرية الحقيقية يبدأ بمساواة الجميع أمام القانون، فلنعمل معاً على جعل سورية وطناً للجميع، تُشرق فيه شمس الحرية والكرامة على كل أبنائها دون استثناء.  

Share the Post:

مقالات ذات صلة