حول اليوم العالمي لمتلازمة داون

في الحادي والعشرين من آذار/مارس من كل عام، يُحيي العالم "اليوم العالمي لمتلازمة داون" الذي أقرّته الأمم المتحدة عام 2012م لتسليط الضوء على حقوق الأشخاص ذوي متلازمة داون، ودعوة المجتمعات إلى تعزيز إدماجهم الكامل في الحياة العامة، واحترام كرامتهم الإنسانية التي لا تقبل التجزئة. 

تيار المستقبل السوري يؤمن بأهمية هذا اليوم لتذكير العالم بأن الاختلاف جزءٌ من إرث الإنسانيّة الجميل، وأن التنوع البشري ثروةٌ لا يُمكن أن تُقاس بمعايير الضعف، بل بقدرتنا على خلق مجتمعٍ يُصغي للجميع.  

تيار المستقبل السوري يرى أن الأشخاص ذوو متلازمة داون وأسرهم، مثلهم مثل باقي فئات المجتمع، واجهوا تحدياتٍ مضاعفةً جرّاء تدهور الخدمات الصحية والتعليمية في السنوات الأخيرة في سورية، وأيضا بسبب تراجع الوعي المجتمعي بحقوقهم، ولهذا فإننا نرى أن ضمان حقوق هذه الفئة ليس عملاً إحسانياً، بل واجباً وطنياً وأخلاقياً ينبع من إيماننا الراسخ بأن بناء سورية الجديدة يجب أن يقوم على أساسٍ من العدالة الشاملة، حيث لا يُهمش أحدٌ، ولا يُحرم أي مواطن من فرص المشاركة في صياغة مستقبل وطنه.  

تيار المستقبل السوري يُنبه إلى أن الأشخاص ذوو متلازمة داون أثبتوا عبر تجارب عالمية عديدة، أنهم قادرون على الإبداع والإنتاج عندما تُتاح لهم الفرص، وتُزال الحواجز الاجتماعية والاقتصادية التي تحول دون تمتعهم بحقوقهم، لذلك، فإن ترسيخ ثقافة الدمج في المدارس وأماكن العمل، وتوفير الرعاية الصحية المتخصصة، وتشريع القوانين التي تحمي أسرهم من التمييز، هي خطواتٌ لا تقبل التأجيل في مسيرة إعادة إعمار الإنسان السوري.  

تيار المستقبل السوري يدعو إلى تمكين سياسات عامة تُلزم الدولة بتوفير برامج دعمٍ شاملة للأشخاص ذوي متلازمة داون، من الطفولة إلى سن النضج، بما في ذلك التعليم الدامج والتدريب المهني.  

تيار المستقبل السوري يدعو لتوعية المجتمع عبر حملاتٍ وطنية تُحارب الوصمة الاجتماعية، وتُبرز النماذج الناجحة لأشخاصٍ تحدوا الإعاقة وشاركوا في تنمية مجتمعاتهم.  

تيار المستقبل السوري يؤمن بضرورة تمكين الأسر من خلال دعمها مادياً ونفسياً، لتصبح قادرةً على رعاية أبنائها دون أن تتحمل أعباءً تفوق طاقتها.  

تيار المستقبل السوري يُطالب الحكومة، والمؤسسات المعنية، ومنظمات المجتمع المدني، إلى اعتبار هذا اليوم منطلقاً لتعاونٍ جادٍ يضع حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في صلب أولويات الخطط التنموية، كما نطالب بإنشاء مراكز متخصصة تُعنى بتشخيص الحالات مبكراً، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأسر، خاصةً في المناطق الأكثر تضرراً من الحرب.  

في الختام، نرفع تحية إجلالٍ للأسر السورية التي تُكافح يومياً لضمان حياة كريمة لأبنائها ذوي متلازمة داون، وللناشطين الذين يحملون على عاتقهم مهمة تغيير الصور النمطية الجائرة. فلنتذكر دوماً أن الإنسانية تُقاس بمدى احتضانها للضعفاء.  

شاركها على:

اقرأ أيضا

أخبار يوم الجمعة 11-07-2025

تحديثات شاملة عن أخبار يوم الجمعة 11-07-2025

11 يوليو 2025

إدارة الموقع

أهمية الرقابة الشعبية في حماية مسار التحول الوطني

أهمية الرقابة الشعبية في بناء مؤسسات الدولة الجديدة وإعادة رسم مستقبل سوريا.

11 يوليو 2025

إدارة الموقع