حول اليوم العالمي للشعر

في الحادي والعشرين من آذار/مارس من كل عام، يُحيي العالم اليوم العالمي للشعر، الذي أقرّته منظمة اليونسكو عام 1999م، اعترافاً بدور الشعر الفريد في تعزيز الحوار بين الثقافات، وصون التنوع اللغوي، وإحياء الإرث الإنساني المشترك. 

تيار المستقبل السوري يرى أن هذا اليوم هو في حقيقته لتكريم القوة التحويلية للكلمة، التي تُعبِّر عن أحلام الشعوب وهوياتها، وتُنير دروب المقاومة ضدّ الاستبداد والنسيان.  

تيار المستقبل السوري يرى في سورية، مهد الحضارات وموئل الأنبياء والفلاسفة، أن الشعر يحمل مكانةً وجوديةً في نسيجنا الوطني، فقد كان الشعراء، من نزار قباني إلى أنس الدغيم، صوتاً للحرية والجمال، ورُسلَ ثوراتٍ فكريةٍ تحدّت القيود ورفعت رايات الكرامة.

تيار المستقبل السوري وفي خضمّ محاولات طمس الهوية السورية وتشويه تاريخها، يبرز الشعر كـسلاح مقاومةٍ ثقافية، وكجسرٍ يعبر فوق خراب الحرب ليروي قصص الألم والأمل، ويُعيد ربط السوريين بجذورهم العميقة التي صنعت مجداً إنسانياً عبر آلاف السنين.  

تيار المستقبل السوري يرى أن إعادة إعمار سورية لا تقتصر على إحياء الحجر، بل تبدأ بإحياء الروح الثقافية لشعبٍ عرفته البشرية شاعراً وفناناً. فالشعر، بوصفه ذاكرةً حيةً ووعياً جمعياً، قادرٌ على ترسيخ الهوية الوطنية في وجه محاولات التفتيت، وبناء جسور الثقة بين مكوّنات المجتمع، خاصةً بعد أن مزّقت الحرب أواصر التواصل الإنساني.  

تيار المستقبل السوري يدعو لحماية المبدعين السوريين الذين اضطر كثيرون منهم إلى النزوح أو الصمت تحت وطأة القمع أو الظروف المعيشية القاسية، عبر توفير منصات آمنةٍ للتعبير، ودعم مشاريع النشر المستقل.  

تيار المستقبل السوري يدعو لإدراج الشعر في المناهج التعليمية كنافذةٍ تُعرِّف الأجيال الجديدة بإرثها الأدبي، وتُنمّي حسّها النقدي والإبداعي.  

تيار المستقبل السوري يدعو لتوثيق الشعر الشعبي والسردي في المناطق السورية كافة، كمشروعٍ وطنيٍ يوثّق تنوع اللهجات والروايات المحلية قبل أن تبتلعها العولمة أو النزاعات.  

تيار المستقبل السوري يوصي بالاستفادة من التجارب الدولية، مثل "مهرجان ميديلين الدولي للشعر" في كولومبيا، الذي حوّل الشعر إلى أداةٍ للمصالحة المجتمعية بعد عقود من الحرب الأهلية.  

تيار المستقبل السوري يعتبر الشعر السوري، بتنوعه العربي والكردي والسرياني والشركسي، ليس تراثاً فحسب، بل هو مشروع مستقبل يُعيد تعريف الهوية السورية خارج أطر التطرف والانقسام. لذا، ندعو الحكومة والمؤسسات الثقافية إلى تبني استراتيجية وطنية لدعم الحركة الشعرية، وإنشاء صندوقٍ لدعم المواهب الشابة، وإطلاق جوائز تُكرّم الإبداع الذي يُعلي قيم العدالة والحرية.  

في هذا اليوم، نرفع تحيةً إلى كل قصيدةٍ كُتبت بحبر الدماء على جدران السجون، وإلى كل شاعرٍ حمل قلمه سلاحاً ضدّ الظلام. فلنكنْ أمناء على كلمات من سبقونا، ولنعملْ معاً على جعل الشعر صوتاً لسورية الجديدة، التي تُشرق فيها الكلمة الحرة فوق كل خراب.  

فالشعراء حراس الذاكرة، وسورية وطنٌ يُكتب بقوافي الحياة.

شاركها على:

اقرأ أيضا

المكرم رقم (41) عبد العزيز الدغيم

إننا في تيار المستقبل السوري، وانطلاقًا من جهوده العلمية والأكاديمية، ووقوفه إلى جانب أبناء شعبه في ثورتهم ضد الظلم والطغيان،

19 يونيو 2025

Media Office

سورية بين مفترق المصير ورؤية الخلاص

منذ أواخر القرن الماضي، وسورية تتأرجح بين حلم الدولة الوطنية ومخاطر التفكك الإقليمي والدولي، ومنذ 2011، تحوّلت البلاد إلى ساحة

19 يونيو 2025

Media Office