تيار المستقبل السوري يُشارك العالمَ احتفاءه باليوم العالمي للسعادة، الذي أقرَّته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 مارس من كل عام، تأكيداً على أن السعي نحو السعادة حقٌ إنسانيٌّ جوهري، وركيزةٌ أساسيةٌ لتحقيق التنمية المستدامة والسلام العالمي.
تيار المستقبل السوري وفي ظل الظروف الاستثنائية التي مرت وتمر بها سورية بعد أكثر من عقد من الحرب المدمرة ومفرزاتها، يؤكد أن بناء السعادة لم يعد مفهوماً رفاهياً، بل ضرورةٌ وطنيةٌ ملحّة لإنهاء المعاناة وإعادة الأمل لملايين السوريين.
تيار المستقبل السوري يرى أن الحرب خلّفت أثاراً إنسانيةً واقتصاديةً واجتماعيةً كارثية، دمّرت البنى التحتية، وشوّهت النسيج المجتمعي، وحرمت الأجيال من أبسط مقومات العيش الكريم، وفي الوقت الذي نسعى فيه لإعادة الإعمار، فإننا نرى أن ترسيخ السعادة يتطلب خطواتٍ استراتيجيةً تتجاوز ترميم الحجر، لتشمل إصلاح الإنسان وتجديد ثقته بمستقبل وطنه.
تيار المستقبل السوري يدعو لإدماج مفهوم السعادة في السياسات الوطنية عبر تبني استراتيجياتٍ تُعزز العدالة الاجتماعية، وتضمن الحقوق الأساسية في الصحة والتعليم والعمل اللائق، وتُعيد تأهيل البنى النفسية للمجتمع عبر برامج دعم نفسي واجتماعي شاملة.
تيار المستقبل السوري يسعى مع جميع القوى السورية لتعزيز المصالحة الوطنية كمدخلٍ لبناء السلام الداخلي، من خلال حواراتٍ مجتمعيةٍ تُعالج جروح الماضي، وتُعيد توطيد الثقة بين مكونات الشعب السوري، وتستند إلى مبادئ المساءلة الانتقالية والعدالة الاجتماعية.
تيار المستقبل السوري يدعو لضرورة تحفيز الاقتصاد المُنتج بإنشاء مشاريع تنمويةٍ تُقلّل البطالة، وتدعم ريادة الأعمال والشركات الصغيرة، وتُكافح الفساد، بما يُعيد للأسر السورية كرامتها ويُحيي دورها في عجلة التنمية.
تيار المستقبل السوري يؤمن بضرورة تعزيز الشراكة الدولية لدعم برامج إعادة الإعمار المستدامة، مع التركيز على المشاريع التي تُعزز التماسك المجتمعي وتُعيد تأهيل الخدمات العامة، كالمياه والكهرباء والصحة، والتي تُعتبر ركائزَ أساسيةً لاستعادة الاستقرار المعنوي والمادي.
تيار المستقبل السوري يدعو المجتمع الدولي، وخاصةً الدول والمنظمات الداعمة للسلام، إلى مساعدتنا في تبني رؤيةٍ شاملةٍ تُركز على "إعادة إعمار الإنسان السوري" قبل إعمار الحجر، وتوفير الدعم اللازم لتمكين السوريين من قيادة عملية التعافي بأنفسهم، فالسعادة ليست هديةً تُمنح، بل حقٌ يُبنى بالإرادة الجماعية والعدالة والحرية.