حول اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا

تيار المستقبل السوري يُحيي اليوم العالمي لمُكافحة الإسلاموفوبيا، الذي أقرّتهُ الجمعية العامة للأمم المتحدة كمناسبة دولية لتجديد الالتزام العالمي برفض خطاب الكراهية والتمييز ضد المسلمين، وتعزيز قيم الحوار والتعددية. 

تيار المستقبل السوري يرى أن هذه الذكرى ليست مجرد رمزٍ للتضامن، بل فرصة لإبراز الدور التاريخي لسورية كحاضنةٍ للتّنوع الثقافي والديني، وكشريكٍ فاعلٍ في بناء عالمٍ يقوم على الاحترام المتبادل، فلطالما كانت سورية عبر تاريخها العريق نموذجاً للتعايش بين الأديان والثقافات، حيث شكّلت مكوّناتها المجتمعية نسيجاً واحداً، تُثريه إسهاماتها المشتركة في الحضارة الإنسانية.

تيار المستقبل السوري يعتبر هذا الإرث يُحتم علينا اليوم كسوريين، أن نكون في طليعة الجهود الرامية إلى مواجهة الإسلاموفوبيا، والتي تُهدّد السلم الأهلي والإنساني معاً. فالتجربة السورية، رغم جراحات الحرب والإرهاب، أثبتت أن مقاومة التطرّف العنيف ومحاربة الإسلاموفوبيا وجهان لعملةٍ واحدة؛ فالأول يُدمّر المجتمعات من الداخل، والثاني يُشرعِن العداء لها من الخارج.

تيار المستقبل السوري يعتبر دور سورية في ترسيخ أهداف هذا اليوم يتجسّد عبر تعزيز الخطاب المُعتدِل الذي يُبرز الإسلام كدين تسامحٍ وعدالة، وعبر دعم مبادرات الحوار الديني والثقافي محلياً ودولياً، كما يُعبَّر عنه بإصرار شعبنا على الحفاظ على هويته الجامعة، رغم محاولات استغلال الدين لتفتيت وحدته الوطنية. 

تيار المستقبل السوري يدعو إلى تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الخطاب التحريضي، وتبنّي سياساتٍ تُجرم الإسلاموفوبيا، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني.  

تيار المستقبل السوري يدعم الجهود المحلية السورية في إعادة إعمار البنى الاجتماعية والثقافية، التي دُمّرت بفعل نظام الأسد ومفرزاته الإرهابية، مما أسهم في انتشار التطرف والكراهية سابقاً. 

تيار المستقبل السوري يدعو للاعتراف بالدور الحضاري لسورية في صياغة روايةٍ مضادةٍ للصورة النمطية عن الإسلام، عبر إبراز إرثها العلمي والأدبي الذي أسهمت به أمّتُها في رقي الإنسانية.  

تيار المستقبل السوري يعتبر محاربة الإسلاموفوبيا مسؤولية أخلاقية وسياسية، لا تنفصل عن نضالنا من أجل عدالةٍ اجتماعيةٍ وشعبٍ حرٍٍّ كريم، وعليه فإننا ندعو لنعمل معاً لتحويل الذاكرة التاريخية لسورية إلى رافعةٍ لنشر ثقافة السلام، ولنكنْ شركاء في عالمٍ لا مكان فيه للخوف من “الآخر”، بل للتعارفِ الذي يُكرّسُ القيم الإنسانية المشتركة.

Share the Post:

مقالات ذات صلة