

السيد وزير التربية والتعليم نذير محمد القادري المُحترم
تحيـة طيبـة، وبعـد: نحمـل إليكـم وافـر الاحتـرام والتقديـر لتوليكـم مهامكم الجديدة في وزارتكم، متمنين لكم تمام النجاح في إدارتها والإشراف عليها، وبما يخدم مصلحة سورية والسوريين.
إننـا في تيار المستقبل السوري نــود أن نُطلعكــم عن رغبتنــا في وضــع كــل إمكانياتنــا وعلاقاتنــا وامتدادنـا الشعبـي في خدمـة هذه المرحلـة الحساسة والهامة، وبما يضمن الانتقال الصّحي لمرحلة الاستقرار الوطني التام على كامل الخريطة السورية.
نحنُ تيار المستقبل السوري تيـار سياسـي سـوري مدنيٌّ معارضٌ لنظام الأسد، ومرخّصٌ رسمياً منـذ عــام 2012م، حيـث تم تسجيلـه في وزارتـي الخارجيـة والعـدل في الولايـات المتحـدة الأمريكيـة (حسب مكان إقامة مؤسسيه)، وكانـــت أول مكاتبنـــا الخارجيــة في تركيــا – اسطنبــول من عــام 2012م، وحتــى الآن، بالإضافــة لمقرّاتنــا المتعـددة في العديـد من العواصـم والـدول، وكذلـك في الداخل السوري، خاصّةً في مدينتي أعزاز وعفرين.
لقد حمل تيار المستقبل السوري مشـروع الدولـة الوطنيـة الحديثـة، التي لا تُنكِـرُ ولا تستبعـدُ هـديَ الأديــان، ولا تتجــاوزُ قيــم المواطــن الســوريّ في بنـاءِ الدَّولـة والوطـن، ونسعـى للعمـل مع جميـع القـوى السورية ضمنَ القواسِم المشتَركةِ، والرُّؤى المُوحَّدَة، تحت سقفِ الثَّوابتِ الوطنيّة، مع مراعاة المتغيّراتِ الإقليميّةِ والعالميَّةِ، بما يضمنُ تحقيقَ مصالحِ الوطنِ والمواطنِ السوريِّ في آنٍ معاً.
إن برنامجنـا يسعـى لبقـاءَ القـرار الوطنـيِّ سوريّـاً حُـرَّاً، لا يخضـعُ لإمـلاءاتٍ خارجيّـةٍ، ولا تجاذباتٍ داخليّـةٍ تُفقـدُهُ وزنَـهُ، وتبعـدُهُ عن الهـدف والغايـة، وندعم كل ما يُرسِّخُ أمنَ سورية، والمرتبط بأمنِ محيطها الإقليمي والعربي، وضرورة بناء علاقاتٍ استراتيجيةٍ مع المجتمع الدولي.
إن تيار المستقبل السوري من التيـارات السوريـة الفريـدة التي تحمـل فكرة المزاوجة بين المرجعية الإسلاميـة السنيَّـةِ الوسطيـةِ المعتدلـة، والمفاهيم الحداثية التي لا تتعارض مع هدي الأديان ولا مع تراثنا وأصالتنا المتجذِّرة.
إننا في تيار المستقبل السوري نمـد يدنـا لكـم، مساهمـةً منّـا في إنجـاح المسـار الحالـي، ورفـضِ كل محـاولاتِ إفشالـه وخنقـه، ودونمـا طمـع منّـا بمكسـبٍ أو غايـةٍ، بل وسعيـاً لتطبيـق أهدافكم العامة، والتي هي هـدفُ كـل سـوريِّ حـرٍّ وشريـف، في تحقيـقِ التَّغييـرِ السياسـيِّ الشامـل، والإصلاح لكافّة القطّاعاتِ الوطنيّة، وفتح قنواتٍ للحوار مع كافة مكونات الشعب على امتدادِ أرض الوطن، والسعي الحثيــث نحــو إنجــاح المؤتمـر الوطنـي العـام، لجعـل التوافـق أو الإجمـاع ركيـزةً أساسيـةً للنظـام السياسـي والشرعيـة الدستوريـة، وبمـا يؤسـس لإقامـةِ دولةِ المؤسَّساتِ والقانونِ، التي تحمي مبدأ الحريَّةِ في تداولِ السُّلطَات.
إن تيار المستقبل السوري يـرى أنـه يتوافـقُ استراتيجيـاً مع توجهكـم المعلن، لتحقيقُ السِّلم والأمنِ الأهلــيِّ والمجتمعـيِّ، وإعطـاء دورٍ فاعـلٍ ومؤثِّـرٍ للعِلـمِ وأهـلِ الاختصـاصِ والخِبـرةِ، بغيـة الارتقـاءِ بالمجتمــعِ الســوريّ، مع المُحافظــةِ على القيَـم الإنسانيّـةِ، والأخـلاقِ الوطنيَّـة، والأديـان السماويّـة، وإحترام حقوق الإنسان العالمية.
إننـا في تيار المستقبل السوري إذ نُقـدم لكـم كتابنـا هذا، لنشعركـم أنكـم لستـم وحدكـم في هذه المرحلـة – ولسنـا ممـن يبغـي منصبـاً أو رياسـةً – فنحـن كيـان من الكيانـات السورية الوطنية المتجذرة، والتي تسعى لتفعيل أهدافها في إصلاح حال الوطن والمواطن جنباً إلى جنب معكم، وبما يخدم وِحدة المسار والمصير.
وللاطلاع أكثر تفضلوا بزيارة موقعنا الإلكتروني: https://sfuturem.org
ولكم فائق المودة والتقدير