دور الأسرة في تنمية ذكاء الأطفال بين الدعم العاطفي والتحفيز التعليمي

مقدمة:

يُعتبر الذكاء لدى الأطفال من أهم العوامل التي تؤثر على تطورهم ونموهم الشامل، فالذكاء ليس مجرد قدرة عقلية فطرية، بل هو نتاج تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية.
لهذا تلعب الأسرة دورًا محوريًا في ترسيخ وتنمية الذكاء لدى الأطفال، حيث يمكن أن تكون البيئة الأسرية محفزة للإبداع والتفكير النقدي، أو قد تكون عائقًا أمام تطور هذه القدرات.
في هذه الورقة، سنستعرض كيف يمكن للأسرة أن تؤثر إيجابيًا وسلبيًا على ذكاء الأطفال، وسنناقش أهمية الدعم العاطفي والتحفيز التعليمي والتفاعل الاجتماعي في تعزيز القدرات العقلية للأطفال، كما سنتناول التأثيرات السلبية المحتملة مثل الإهمال العاطفي والضغط الأكاديمي والبيئة غير المستقرة. من خلال فهم دور الأسرة في تنمية الذكاء، يمكننا تقديم استراتيجيات فعّالة لدعم الأطفال في رحلتهم نحو تحقيق إمكاناتهم الكاملة.
فالذكاء هو القدرة العقلية التي تشمل التحليل، والتخطيط، وحل المشكلات، والتفكير المجرد، والتعلم من التجارب، والتكيف مع التحديات. كما يُعتبر الذكاء أحد العوامل الأساسية في تطور الأطفال، حيث يساعدهم على فهم العالم من حولهم، والتفاعل معه بفعالية، وتطوير مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية. ومن هنا تأخذ الأسرة دورًا حاسمًا في تنمية ذكاء الأطفال بطرق متعددة.

أهمية الذكاء في تطور الأطفال:

كما تقدم فإن الذكاء يعتبر القدرة العقلية التي تشمل التحليل، والتخطيط، وحل المشكلات، والتفكير المجرد، والتعلم من التجارب، والتكيف مع التحديات، كما يُعتبر من أهم العوامل التي تساعد الأفراد على التفاعل مع العالم من حولهم بفعالية، وانطلاقا من تعريفات الذكاء تم تقسيمه إلى أنواع متعددة:

  1. الذكاء العاطفي:
    • وهو القدرة على التعرف على العواطف وفهمها وإدارتها في النفس والآخرين، حيث يساعد في بناء علاقات صحية، والتعامل مع التوتر، واتخاذ قرارات مدروسة.
    • والأشخاص ذوو الذكاء العاطفي العالي غالبًا ما يكونون قادرين على التعاطف مع الآخرين وفهم مشاعرهم.
  2. الذكاء الاجتماعي:
    • وهو القدرة على فهم والتفاعل مع الآخرين بفعالية، حيث يعزز من مهارات التواصل، وبناء العلاقات، والعمل الجماعي.
    • والأشخاص الذين يتمتعون بذكاء اجتماعي عالٍ غالبًا ما يكونون قادة جيدين ومفاوضين بارعين.
  3. الذكاء الأكاديمي:
    • وهو القدرة على التحصيل الأكاديمي والتفوق في المجالات الدراسية، حيث يساعد في النجاح الأكاديمي والتفوق في المجالات العلمية والبحثية. والأشخاص ذوو الذكاء الأكاديمي العالي غالبًا ما يكونون قادرين على التفكير النقدي وحل المشكلات المعقدة.

كما برزت عدة نظريات للذكاء، أهمها:

  1. نظرية الذكاءات المتعددة، والتي اقترحها هوارد جاردنر، وتفترض وجود أنواع متعددة من الذكاء، مثل الذكاء اللغوي، والمنطقي-الرياضي، والمكاني، والموسيقي، والجسدي-الحركي، والشخصي، والاجتماعي، والطبيعي.
  2. نظرية الذكاء العاطفي، حيث تركز على قدرة الأفراد على التعرف على العواطف وفهمها وإدارتها، وتعتبر عنصرًا مهمًا في النجاح الشخصي والمهني.
  3. وتبرز أهمية تطوير الذكاء لدى الأطفال من خلال تعزيز الثقة بالنفس، وتحسين الأداء الأكاديمي، وتعزيز العلاقات الاجتماعية، وتحسين الصحة النفسية.

دور الأسرة في دعم الذكاء العاطفي:

هناك أهمية للدعم العاطفي في تعزيز الثقة بالنفس والقدرات العقلية، وهو أحد العوامل الأساسية التي تسهم في تعزيز الثقة بالنفس والقدرات العقلية لدى الأطفال. فعندما يشعر الأطفال بأنهم محبوبون ومقبولون من قبل أسرهم، فإن ذلك يعزز من شعورهم بالأمان والراحة النفسية، مما ينعكس إيجابًا على تطورهم العقلي والعاطفي، وأيضا عندما يتلقى الأطفال الدعم العاطفي من أسرهم، يشعرون بأنهم محبوبون ومقبولون بغض النظر عن أخطائهم أو إخفاقاتهم. هذا الشعور بالقبول يعزز من ثقتهم بأنفسهم ويشجعهم على تجربة أشياء جديدة دون خوف من الفشل. كما أن الدعم العاطفي يتضمن التشجيع المستمر والتحفيز، مما يساعد الأطفال على تطوير شعور بالقدرة والكفاءة، فعندما يشعر الأطفال بأن أسرهم تؤمن بقدراتهم فإنهم يكونون أكثر استعدادًا لمواجهة التحديات وتحقيق أهدافهم.
لهذا من الضروري تعزيز القدرات العقلية عبر البيئة الداعمة كالأنشطة التعليمية والألعاب التفاعلية التي تقدمها الأسرة تساعد في تنمية مهارات التفكير النقدي والإبداعي.
والأطفال الذين يتلقون دعمًا عاطفيًا من أسرهم يكونون أكثر قدرة على التعامل مع الضغوط النفسية والتحديات اليومية. هذا يساعدهم على تطوير مهارات التكيف والمرونة العقلية، مما يعزز من قدرتهم على التفكير بوضوح واتخاذ قرارات مدروسة.

لهذا من الضروري تقديم الدعم العاطفي عبر:

  1. التواصل الفعّال، مثل الحوار المفتوح والمستمر مع الأطفال الذي يساعدهم على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بحرية. والاستماع الفعّال والتفاعل الإيجابي يعزز من شعور الأطفال بالأمان والراحة النفسية.
  2. التشجيع والتقدير، وتقديم التشجيع والتقدير للأطفال على جهودهم وإنجازاتهم حيث يعزز من ثقتهم بأنفسهم ويشجعهم على الاستمرار في تطوير قدراتهم.
  3. توفير بيئة مستقرة مما يساعد الأطفال على الشعور بالراحة النفسية، ويعزز من تطورهم العقلي والعاطفي بشكل إيجابي.

إن الدعم العاطفي من الأسرة ليس فقط يعزز من ثقة الأطفال بأنفسهم، بل يسهم أيضًا في تطوير قدراتهم العقلية بشكل شامل. من خلال توفير بيئة داعمة ومحفزة، ويمكن للأسرة أن تلعب دورًا حاسمًا في تنمية ذكاء الأطفال وقدراتهم العقلية، ولعلنا نقدم أمثلة على كيفية تقديم الدعم العاطفي للأطفال كنا قد اتخذناها في نشاطات مكتب شؤون الأسرة لـ تيار المستقبل السوري:

  1. الاستماع: وذلك عبر الاستماع الفعّال، فعندما يتحدث الأطفال، من المهم أن يستمع الأهل إليهم بانتباه كامل، مما يعني تركيز النظر على الطفل، وعدم مقاطعتهم، وإظهار الاهتمام بما يقولونه من خلال تعابير الوجه والإيماءات.
    • وطرح الأسئلة، إذ بعد الاستماع، يمكن للأهل طرح أسئلة مفتوحة تشجع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بشكل أعمق. على سبيل المثال، "كيف شعرت عندما حدث ذلك؟" أو "ماذا تعتقد أنه يمكننا فعله لتحسين الوضع؟".
  2. التشجيع: عبر التقدير والاعتراف، من خلال تقديم كلمات التقدير والاعتراف بجهود الأطفال وإنجازاتهم يعزز من ثقتهم بأنفسهم، ويمكن قول أشياء مثل "أنا فخور بك لأنك حاولت بجد" أو "عمل رائع! لقد قمت بعمل ممتاز".
    • إضافة إلى التشجيع المستمر، حتى في الأوقات التي يواجه فيها الأطفال صعوبات أو إخفاقات، من المهم تقديم التشجيع المستمر، ويمكن قول "لا بأس أن تخطئ، المهم أنك تحاول" أو "كل تجربة تعلمك شيئًا جديدًا".
  3. الحب: إن إظهار الحب للأطفال بطرق ملموسة مثل العناق، والقبلات، والكلمات الطيبة يعزز من شعورهم بالأمان والراحة النفسية. يمكن قول "أنا أحبك" أو "أنت مهم جدًا بالنسبة لي".

إضافة لقضاء وقت ممتع مع الأطفال في أنشطة مشتركة مثل اللعب، والقراءة، والمشي يعزز من الروابط العاطفية ويظهر للأطفال أنهم محبوبون ومهمون.
يمكن القول إن الدعم العاطفي من الأسرة ليس فقط يعزز من ثقة الأطفال بأنفسهم، بل يسهم أيضًا في تطوير قدراتهم العقلية بشكل شامل.

التحفيز التعليمي وتأثيره على القدرات العقلية:

تلعب الأسرة دورًا حيويًا في تنمية الذكاء لدى الأطفال من خلال توفير بيئة تعليمية غنية ومحفزة، مثل التحفيز العقلي، عبر توفير الألعاب التعليمية، الكتب، والأنشطة التي تشجع على التفكير النقدي وحل المشكلات، وهذه الأدوات تساعد الأطفال على تطوير مهاراتهم العقلية والذهنية. إضافة إلى تشجيع الفضول والاستكشاف وطرح الأسئلة واستكشاف العالم من حول الأطفال، لتعزيز من قدرتهم على التفكير الإبداعي وتطوير مهاراتهم التحليلية، كما أن التواصل الفعال، عبر الحوار المستمر مع الأطفال حول مواضيع مختلفة، والاستماع إلى أفكارهم وآرائهم، يعزز من مهارات التواصل لديهم ويساعدهم على التعبير عن أنفسهم بثقة، ومن الضروري توفير بيئة داعمة منزلية تشجع على التعلم والاكتشاف، حيث يشعر الأطفال بالأمان والدعم لتجربة أشياء جديدة وتطوير مهاراتهم، كل ذلك يدعمه القدوة الحسنة في حب التعلم والقراءة، مما يشجع الأطفال على اتباع نفس النهج وتطوير عادات تعليمية إيجابية، إضافة إلى التعلم من خلال اللعب كوسيلة لتعليم الأطفال مهارات جديدة بطرق ممتعة ومشوقة.

كما هناك العديد من الأنشطة التعليمية التي يمكن أن تقدمها الأسرة لتعزيز تنمية الذكاء لدى الأطفال. بعض الأمثلة:

  1. القراءة، مثل قراءة القصص للأطفال قبل النوم، مما يعزز من مهارات الاستماع والفهم لديهم، وتشجيع الأطفال على قراءة الكتب والمجلات مع الأهل، ومناقشة المحتوى معهم لتطوير مهارات التفكير النقدي.
  2. الألعاب التعليمية، مثل الألعاب اللوحية كالشطرنج، والسودوكو، والألعاب التي تتطلب التفكير الاستراتيجي وحل المشكلات، وأيضا الألعاب الإلكترونية التعليمية التي تركز على تنمية المهارات الأكاديمية مثل الرياضيات والعلوم.
  3. النقاشات، مثل النقاشات حول مواضيع متنوعة لتشجيع الأطفال على التعبير عن آرائهم وأفكارهم حول مواضيع مختلفة، مثل الأحداث الجارية، والعلوم، والفنون، وأيضا إشراك الأطفال في حل المشكلات اليومية للعائلة، مما يعزز من مهارات التفكير النقدي والتعاون.
  4. الأنشطة العملية، كالتجارب العلمية المنزلية البسيطة في المنزل لتوضيح المفاهيم العلمية بطريقة عملية وممتعة، والمشاريع الفنية والحرفية مما يعزز من مهاراتهم الإبداعية واليدوية.
  5. الرحلات التعليمية، مثل زيارة المتاحف والمعارض الفنية والعلمية لتعزيز معرفتهم وثقافتهم، والرحلات الميدانية إلى الأماكن الطبيعية أو التاريخية لتعليم الأطفال عن البيئة والتاريخ بطريقة تفاعلية.

التفاعل الاجتماعي وأثره على التفكير النقدي:

التفاعل الاجتماعي يلعب دورًا حيويًا في تطوير مهارات التواصل والتفكير النقدي لدى الأفراد، فتعزيز مهارات التواصل كالتفاعل المستمر مع الآخرين يساعد الأفراد على تحسين مهاراتهم في التعبير عن الأفكار والمشاعر بوضوح وفعالية، والاستماع الفعّال من خلال التفاعل الاجتماعي، يتعلم الأفراد كيفية الاستماع بتركيز وفهم وجهات نظر الآخرين، مما يعزز من قدرتهم على التواصل بشكل أفضل.
وتأتي بالأهمية تطوير التفكير النقدي من تحليل للمعلومات باعتبارها فرصة لمناقشة الأفكار وتحليلها بشكل نقدي، مما يساعدهم على تطوير مهارات التفكير النقدي، وتقييم الأدلة من خلال النقاشات والمحادثات بشكل منطقي ومنهجي.
3 ولا ننسى هنا بناء العلاقات الاجتماعية التي تهدف لتعزيز الثقة والانتماء، والتفاعل الاجتماعي الذي يساعد في بناء علاقات قوية ومثمرة، مما يعزز من شعور الأفراد بالثقة والانتماء للمجتمع، إضافة لتطوير المهارات الاجتماعية من خلال التفاعل مع الآخرين، ليتعلم الأفراد كيفية التعامل مع مختلف الشخصيات والمواقف الاجتماعية، مما يعزز من مهاراتهم الاجتماعية.

لهذا تلعب الأسرة دورًا محوريًا في توفير فرص للتفاعل الاجتماعي، مما يسهم في تطوير مهارات الأفراد وتعزيز الروابط الأسرية، ونرى أن دور الأسرة يتمثل بما يأتي:

  1. النقاشات العائلية، عبر تعزيز التواصل الذي تتيح للأفراد فرصة التعبير عن آرائهم ومشاعرهم، مما يعزز من مهارات التواصل الفعّال، كما يساعد تبادل الأفكار من خلال النقاشات، بتعلم الأفراد كيفية تبادل الأفكار والنقاش بشكل بناء، مما يعزز من التفكير النقدي.
  2. الأنشطة الجماعية، مثل الألعاب والرحلات العائلية تعزز من روح التعاون والعمل الجماعي بين أفراد الأسرة. وتطوير المهارات الاجتماعية، من خلال المشاركة في الأنشطة الجماعية، يتعلم الأفراد منها كيفية التعامل مع الآخرين واحترام وجهات نظرهم.
  3. القراءة المشتركة للكتب والقصص تساهم في تنمية المعرفة والثقافة العامة لدى الأفراد، والقراءة معًا تخلق جوًا من الألفة والتواصل بين أفراد الأسرة، والتي لاتعدوا كونها 1% من الجمهور الذي تم استبيانه في الشمال السوري، من الأسر التي تشارك أطفالها بمتعة القراءة الجماعية.
  4. الألعاب التعليمية التي تساعد في تحفيز التفكير الإبداعي والنقدي لدى الأطفال، وتعزز التعلم، من خلال الألعاب، لتعلم مهارات جديدة بطرق ممتعة ومشوقة.

الأنشطة الثقافية التي تساهم بتعزيز الوعي الثقافي عبر المشاركة في الأنشطة الثقافية مثل زيارة المتاحف والمعارض تساهم في تعزيز الوعي الثقافي لدى الأفراد. التأثيرات السلبية للبيئة الأسرية غير المستقرة:

  1. إن الإهمال العاطفي والضغط الأكاديمي يمكن أن يكون لهما تأثيرات سلبية كبيرة على ذكاء الأطفال وتطورهم العام. فالإهمال العاطفي يؤثر على الصحة النفسية مما قد يواجه الأطفال لمشاكل في الصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب، مما يؤثر سلبًا على قدرتهم على التركيز والتعلم.
    • كما أن الإهمال العاطفي يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس والشعور بعدم الأمان، مما يؤثر على الأداء الأكاديمي والقدرة على مواجهة التحديات، وأيضا بحسب دراستنا للواقع السوري وجدنا أن الأطفال الذين يعانون من الإهمال العاطفي قد يجدون صعوبة في بناء علاقات اجتماعية صحية، مما يؤثر على تطورهم الاجتماعي والعاطفي.
  2. على أن للضغط الأكاديمي تأثير على الأداء، ويمكن أن يؤدي إلى شعور الأطفال بالإرهاق والتوتر، مما يؤثر سلبًا على أدائهم الأكاديمي وقدرتهم على التعلم بفعالية، والضغط الأكاديمي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية جسدية مثل الأرق والصداع ومشاكل الجهاز الهضمي، مما يؤثر على قدرة الأطفال على التركيز والتحصيل الدراسي، كما أنه يقلل من قدرة الأطفال على تطوير مهارات الذكاء العاطفي مثل التعاطف والتنظيم العاطفي، مما يؤثر على قدرتهم على التعامل مع التحديات والمواقف الصعبة.
  3. ومن المهم أن توفر الأسرة بيئة داعمة ومتوازنة للأطفال، حيث يتم تشجيعهم على التعلم والنمو دون التعرض للإهمال العاطفي أو الضغط الأكاديمي المفرط

لهذا ستكون البيئات الأسرية غير المستقرة مؤثرة بشكل كبير على تطور الأطفال في جوانب متعددة.

بعض الأمثلة على هذه البيئات وكيفية تأثيرها والتي لمسناها:

  1. العنف المنزلي، فالأطفال الذين يشهدون العنف المنزلي قد يعانون من القلق والاكتئاب، مما يؤثر على صحتهم النفسية وقدرتهم على التركيز والتعلم، وقد يجد هؤلاء الأطفال صعوبة في بناء علاقات صحية مع الآخرين، مما يؤثر على تطورهم الاجتماعي.
  2. الإهمال العاطفي، إذ الأطفال الذين يعانون من الإهمال العاطفي قد يشعرون بعدم الأمان وانخفاض الثقة بالنفس، مما يؤثر على أدائهم الأكاديمي وقدرتهم على مواجهة التحديات.
    • ويمكن أن يؤدي الإهمال العاطفي إلى مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب، مما يؤثر على تطورهم العام.
  3. الضغط الأكاديمي المفرط، يمكن أن يؤدي إلى شعور الأطفال بالإرهاق والتوتر، مما يؤثر سلبًا على أدائهم الأكاديمي وقدرتهم على التعلم بفعالية كما مر معنا سابقا.
  4. عدم الاستقرار المالي، إذ الأطفال الذين يعيشون في بيئات تعاني من عدم الاستقرار المالي قد يواجهون مشاكل صحية بسبب نقص التغذية والرعاية الصحية المناسبة، وقد يواجه هؤلاء الأطفال صعوبة في الحصول على الموارد التعليمية اللازمة، مما يؤثر على تطورهم الأكاديمي.
  5. البيئات المجهدة، فالأطفال الذين يعيشون في بيئات مليئة بالتوتر والضغوط قد يجدون صعوبة في تطوير مهاراتهم العاطفية والاجتماعية، مما يؤثر على قدرتهم على التعامل مع التحديات والمواقف الصعبة.

لهذا من المهم أن تسعى الأسرة إلى توفير بيئة مستقرة وداعمة للأطفال، حيث يتم تشجيعهم على التعلم والنمو دون التعرض للإهمال العاطفي أو الضغط الأكاديمي المفرط

استراتيجيات فعّالة لتعزيز ذكاء الأطفال في المنزل:

انطلاقا مما سبق بهذه الورقة، فإننا نقدم رؤيتنا بمكتب شؤون الأسرة التي يمكن أن تساعد الأسر في تعزيز ذكاء الأطفال:

  1. القراءة اليومية، كقراءة القصص للأطفال بانتظام، وتشجيع الأطفال على قراءة الكتب والمجلات مع الأهل، ومناقشة المحتوى معهم لتطوير مهارات التفكير النقدي.
  2. الفنون والموسيقى، وتشجيع الأطفال على القيام بمشاريع فنية وحرفية، مما يعزز من مهاراتهم الإبداعية واليدوية. من خلال تعلم آلة موسيقية واحدة يجد الطفل نفسها معها، مع أن هذه الثقافة الفنية غير مقبولة لدى بعض المكونات السورية، ولكن يمكن للموسيقى والفنون المختلفة أن تحفز الإبداع ويعزز من قدراتهم العقلية.
  3. التغذية السليمة التي تحتوي على جميع العناصر الغذائية الضرورية لنمو الدماغ. وتقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالسكر والدهون المشبعة التي قد تؤثر سلبًا على صحة الأطفال.
  4. تشجيع الفضول، وطرح الأسئلة واستكشاف العالم ودعم الأطفال في مساعيهم التعليمية، سواء من خلال المساعدة في الواجبات المنزلية أو توفير الموارد اللازمة.

بعض الأنشطة والبرامج التي يمكن أن تساعد في تنمية الذكاء لدى الأطفال:

  • أ. منصات تعلم اللغات:
    • Duolingo و Babbel و Rosetta و Stone
    • وتساعد هذه المنصات في تحسين مهارات التواصل والتعبير من خلال تعلم لغات جديدة.
  • ب. منصات التعلم المبرمجة:
    • Codecademy و Udacity و Coursera
    • توفر هذه المنصات دورات في البرمجة وتطوير الذكاء الصناعي، مما يعزز من مهارات التفكير التحليلي والإبداعي.
  • جـ. تطبيقات التعلم الموسيقي:
    • Yousician و Simply Piano
    • تساعد هذه التطبيقات في تعلم العزف على الآلات الموسيقية وتطوير المواهب الموسيقية، مما يعزز من الذكاء العاطفي والإبداعي.
  • د. الأنشطة الفنية:
    • الرسم والنحت، والمسرح والتمثيل.
  • هـ. الأنشطة الرياضية:
    • كالرياضات الجماعية، مثل كرة القدم وكرة السلة، التي تعزز من مهارات التعاون والعمل الجماعي، والرياضات الفردية، مثل السباحة والتنس، التي تعزز من التركيز والانضباط الذاتي.

الخاتمة:

يتضح أن دور الأسرة في تنمية ذكاء الأطفال لا يقتصر على توفير الدعم العاطفي والتحفيز التعليمي فحسب، بل يمتد ليشمل بناء بيئة آمنة ومستقرة تعزز من ثقة الطفل بنفسه وتدعم نموه العاطفي والاجتماعي.
إن التفاعل الإيجابي بين أفراد الأسرة، والتواصل المفتوح، وإظهار الحب والتقدير، كلها عوامل تسهم في تطوير مهارات الطفل وقدراته الذهنية.
لذا، فإن الاستثمار في العلاقات الأسرية وتعزيز الروابط العاطفية والتعليمية بين الأهل والأطفال يعد من أهم الأسس التي تضمن مستقبلًا مشرقًا لأبنائنا، حيث يصبحون أفرادًا متوازنين وقادرين على مواجهة تحديات الحياة بثقة ونجاح.
كما يتضح أيضا أن دور الأسرة في تنمية ذكاء الأطفال هو أمر لا غنى عنه، حيث يشكل الأساس الذي يبنى عليه مستقبلهم الأكاديمي والاجتماعي. إن الدعم العاطفي والتحفيز التعليمي من قبل الأسرة يسهمان بشكل كبير في تطوير مهارات الأطفال وقدراتهم الذهنية.
لذا، ندعو جميع الأسر إلى تبني استراتيجيات فعّالة لدعم أطفالهم، مثل توفير بيئة تعليمية محفزة، والتواصل المستمر، وتشجيع الفضول والاستكشاف. إن الاستثمار في تنمية ذكاء الأطفال من خلال الأسرة هو استثمار في مستقبل مشرق ومزدهر لأبنائنا.

مكتب شؤون الأسرة
فريق البحث
قسم البحوث والدراسات
دراسات
تيار المستقبل السوري

المراجع:

  1. علي سليمان، دور الأسرة في تربية الأبناء، شركة سفير، 1996م، 37.
  2. ابراهيم عثمان، التربية والثقافة الأسرية، 2009م،9-23.
  3. دور الأسرة في تنمية التفكير الإبداعي لدى الأطفال The role of the family ….
  4. جوَّك | دور الأسرة في تنمية الإبداع لدى الأبناء – بقلم ماريا.

شاركها على:

اقرأ أيضا

المكرم رقم (41) عبد العزيز الدغيم

إننا في تيار المستقبل السوري، وانطلاقًا من جهوده العلمية والأكاديمية، ووقوفه إلى جانب أبناء شعبه في ثورتهم ضد الظلم والطغيان،

19 يونيو 2025

Media Office

سورية بين مفترق المصير ورؤية الخلاص

منذ أواخر القرن الماضي، وسورية تتأرجح بين حلم الدولة الوطنية ومخاطر التفكك الإقليمي والدولي، ومنذ 2011، تحوّلت البلاد إلى ساحة

19 يونيو 2025

Media Office