تيار المستقبل السوري والعيش المشترك
عندما يتعلق الأمر في مجتمع من المجتمعات بالقدرة على العيش حقيقةً (لا التعايش) بشكلٍ حُرٍ وآمن، هناك يبرز مفهوم “العيش المشترك” ليضمن بناء قاعدةٍ صلبةٍ تقوم على جناحي الاحترام والتّعاون المتبادل بين الأفراد الخاضعين لبلدٍ واحد، بغضّ النظر عن اختلاف الثقافات والتقاليد والأعراف من جانب، وتنوع القوميات والأديان والمذاهب الدّينية من جانبٍ آخر.
كما ويدل مفهوم “العيش المشترك” على قدرة الشعوب على توحيد أو تقريب وجهة نظرهم نحو أهدافَ وقواسم مشتركة من خلال البحث عنها ثم تدعيمها والبناء عليها، وبذلك نجد أن التعامل مع الخلافات الجوهرية أو الثانوية كلِّها إنما يكون بطرقٍ سلميّةٍ بنّاءةٍ، بعيداً عن محاور العنف أو الاستقطابات المقيتة والمسيئة.
إذاً فَـ “العيش المشترك” ليس مفهوماً نظرياً بسيطاً نتغنى به! خصوصاً في بلد مثل سورية، تعاني من حربٍ فتت أجزائها، حتى أنها قوّضت أو كادت مفهوم “العيش المشترك”، وأثبتت أنّ الإدعاءَ شيءٌ وأنّ الواقع شيءٌ آخرُ تماماً.
إن مفهوم “العيش المشترك” يتطلب جهداً حقيقياً مضنياً من قِبَل جميع الكيانات المدنيّة لدفع مؤسسات الدّولة من جهة، والحوامل الإجتماعية من جهة ثانية، نحو تبني خطة عملٍ مدروسةٍ، ضمن رؤيةٍ استراتيجيةٍ تتبناها مراكز بحوثٍ ودراساتٍ متخصصة، عبر جهدٍ تراكميٍّ، وتفانٍ فكريٍّ وممارساتي، وبِنَفَسٍ وطنيٍّ حُرٍّ أصيل، وصولاً للتعامل مع التحديات والصراعات بطريقة تلائم الواقع والحال، وصولاً لمجتمعٍ أكثر انفتاحاً وتسامحاً على حدٍّ سواء.
وهنا نقتبس مما ذكره تيار المستقبل السوري في أوراق تأسيسه حيث يقول: (المؤسسون لـِ تيار المستقبل السوري يسعون لإحياء الصّورة المشرقة للشعب السوري في “العيش المشترك” السليم، والعطاء الخيِّر النظيف، مع كل الأطياف دونما تمييز).
- تيار المستقبل يؤمن بتعددية المجتمع السوري بدواً وحضراً، عرباً وكرداً وسرياناً وشركساً وآشوريين و..، سنّة وشيعة، ومسيحيين ودروز وعلويين وإسماعيلين ويزيديين و..، يساريين ويمينيين ووسطيين وقوميين ومتقدميين ورجعيين و..، حزبيين ومستقلّين.
- تيار المستقبل السوري يؤمن بضرورة ترسيخ مبدأ حرية الاختلاف والتعدد، ويعتبر ذلك ثروةً وطنيّةً ملهِمَةً، لا سبب فُرقةٍ وضعفٍ! وأن “العيش المشترك”في أمةٍ من الأمم هو عاملٌ حضاريٌّ يعني امتداد الشعب مع تاريخه المتجذّر المتنوّع.
- تيار المستقبل السوري يرى أن الواجب الأكبر يقع على عاتق “الدولة” ومؤسساتها من خلال النظر لكلّ الأفراد الذين ينضوون تحت سلطتها بشكل متساو وعادل، بما يعزز المصلحة العامة، فلا يخرق النّظام العام للدولة، ولا يُصيب الشعب بمقتَل.
- تيار المستقبل السوري ينطلق من الجمع بين حق الأفراد باختيار قناعاتهم المختلفة مهما كانت، ووجوب تطبيقهم للقانون المتفق عليه أنّى كان، على اعتباره الناظم الوحيد للعلاقة بين الأفراد فيما بينهم، وبينهم وبين السلطة.
- تيار المستقبل السوري يرى بالمجتمع المدنيِّ الحاملَ الصحيَّ لمفهوم “العيش المشترك” وضمان صيانته من تغول مستبدٍّ في الدولة، أو مُخلٍّ بالتّنوع من الأفراد.
- تيار المستقبل السوري يرى الجدال بالأحسنِ بين الكيانات المتنوعة طريقا صحياً للتعامل فيما بينها في أمور دنياهم ومصالحهم العامة.
- تيار المستقبل السوري يمد يده لمؤسسات الدولة، وكل تيار أو حزب أو جماعة أو مركز بحوثٍ ودراسات يقدّم مصلحة العامة على أي مصلحةٍ شخصية، بلوغاً لهدف “العيش المشترك” في الوطن الواحد.