المكتب الإعلاميرموز وأعلام الدّولة في سورية
رموز وأعلام الدّولة في سورية (1) شكري القوتلي
الرئيس شكري القوتلي (أبو الجلاء)
- ولد شكري القوتلي في حي الشاغور بدمشق، سنة 1891م، وتوفي سنة 1949م، وسبب لقبهم (قوتلي) تعود للقوة في البنية الجسدية لعائلته.
- والده “محمود القوتلي” من أعيان مدينة دمشق، ووالدته “ناجية محمد عطا المقدسي”، وهي من العائلات العريقة في مدينة دمشق، ويعود نسبها للنبي صلى الله عليه وسلم، تزوج بـ السيدة “بهيرة الدالاتي” عام 1928م، والتي أنجب منها ستة أولاد، توفي أكبرهم “هيثم” وهو طفل، أما بقية الأولاد فهم: “حسان” و”محمود” و”هدى” و”هناء” و”هالة”.
- درس القرآن الكريم في دمشق، وتعلم اللغة الفرنسية في مدرسة “الآباء العازاريين” في منطقة باب توما، ونال الثانوية من مدرسة “عنبر” الكائنة خلف الجامع الأموي بدمشق.
- سنة 1908م سافر إلى اسطنبول ليتخرج سنة 1913م حاملاً الشهادة العليا بالعلوم السياسية والإدارية من أرقى مدارس العاصمة العثمانية ” المعهد الشاهاني الملكي”.
- عمل موظفاً للوالي العثماني عند عودته إلى دمشق، وما لبث أن انخرط ضد النهج الاتحادي الذي استولى حينها على السلطنة العثمانية فانضم إلى “الجمعية العربية الفتاة”.
- بايع الشريف حسين بن علي قائد الثورة العربية الكبرى، وبسبب نشاطه فيها اعتقله جمال باشا، الحاكم العسكري العثماني لسورية، وبقي في السجن حتى سقوط الحكم العثماني بعد الحرب العالمية الأولى نهاية أيلول من سنة 1918م.
- عُين مديراً للبرق والبريد في ولاية دمشق إبان حكومة الأمير فيصل بن الحسين.
- انضم إلى “حزب الاستقلال العربي” المُنادي بتحرير الأمة العربية من الاحتلال الأجنبي.
- بعد احتلال فرنسا لسورية هرب القوتلي إلى مصر لاجئاً سياسياً بدعوة من الملك أحمد فؤاد الأول بسبب إصدار حكم إعدام بحقه من قبل المندوب السامي الفرنسي.
- شارك بتأسيس “المؤتمر السوري الفلسطيني” الذي عُقد في جنيف، وهو أول تنظيم سياسي ظهر بالمنفى لتوحيد الوطنيين العرب ضد الانتداب الفرنسي والذي انقسم إلى جناحين، الجناح الذي دعم السعوديين ويرأسه القوتلي، وجناج دعم الهاشميين.
- شارك القوتلي في دعم تأسيس المملكة العربية السعودية حيث أوفد مستشارين بعضهم تولى منصب الخارجية في السعودية.
- في سنة 1924م، عاد إلى دمشق بعد صدور عفو فرنسي عنه.
- شارك في الثورة السورية الكبرى سنة 1925م، وذهب إلى السويداء وشارك بالاجتماع الذي عُقد لترشيح “سلطان باشا الأطرش” قائداً عاماً للثورة السورية الكبرى.
- باع أملاكه في الغوطة الشرقية واشترى بثمنها سلاحاً للثوار، وتولى دفع رواتب للثوار السوريين (ليرتين ذهبتين) كل شهر.
- تم نفيه مع رفاقه بعد اعتقال الفرنسيين لهم، ليغادر بعدها سورية بعد صدور حكم إعدام عليه، وتدمير منزل أسرته بحي الشاغور، وليعود إليها بعد صدور عفو عام شمله ورفاقه الوطنيين سنة 1926م.
- انتُخب عضواً في “الكتلة الوطنية” التي تأسست بعد فشل الثورة السورية الكبرى، والتي انتجهت الخط السياسي والقانوني دونما العسكري.
- ساهم بتأسيس معمل الكونسروة لتمويل أعمال “الكتلة الوطنية” سنة 1932م، والذي ذاع صيته، فكان مَعلَماً وطنياً تاريخياً سورياً إلى أن تم تأميم المعمل بداية عهد حزب البعث الاشتراكي سنة 1965م.
- كان فاعلاً في “الاضراب الستيني” بعد مواجهات بين عناصر الشرطة والمُشيعين لجثمان “ابراهيم هنانو” أحد قيادات “الكتلة الوطنية” سنة 1935م، ليتم بعدها إغلاق مكتب الكتلة الوطنية في دمشق، ووضع القوتلي تحت الإقامة الجبرية.
- بعد فك الإضراب، وقّع الفرنسيون معاهدة لمدة خمس وعشرين سنة، على أن يتم إعطاء سورية استقلالها تدريجياً، ثم استقال الرئيس محمد علي العابد ودعا لانتخابات نيابية ورئاسية مُبكرة سنة 1936م، وليفوز القوتلي بمقعد نيابي مُمثّلاً عن مدينة دمشق، ثم يُعين وزيراً للدفاع والمالية في حكومة جميل مردم بيك، بعد فوز هاشم الأتاسي برئاسة الجمهورية السورية.
- بعد خلاف بينه وبين رئيس الحكومة “خليل مردم بيك” قدّم القوتلي سنة 1938م استقالته.
- بعد الحرب العالمية الثانية، وانتصار قوات الحلفاء على ألمانية فازت “الكتلة الوطنية” سنة 1943م بالانتخابات النيابية, واتفقت على ترشيح القوتلي لمنصب رئيس الجمهورية السورية، ليفوز سنة 1943م بمنصب الرئيس، ويُردد قسم الرئاسة تحت قبة البرلمان السوري، وليُصبح رابع رئيس بتاريخ سورية الحديثة.
- كانت فترة رئاسته حراكاً مُكثفاً لتفعيل الاستقلال عن فرنسا، ولتتكل الجهود بدعوة سورية للانضمام إلى منظمة الأمم المُتحدة سنة 1945م، وتعيين “فارس الخوري” رئيساً للوفد السوري المُؤسس في الأمم المُتحدة.
- في نفس العام عُقدت قمة سورية لبنانية في منطقة “شتورا” اللبنانية، وتم الاتفاق على تجميد المفاوضات مع فرنسا، وطلب تحديد فترة زمنية واضحة لجلاء قواتهم، ما استدعى تدخلاً عسكرياً فرنسياً، وعدواناً على دمشق شمل البرلمان وقَصفَ قلعة دمشق وإحراق مناطق عدة في دمشق، كما وتم وصف القوتلي ورفاقه بأعداء للجمهورية الفرنسية.
- كانت مواقف القوتلي الوطنية والتاريخية وتحركاته الدبلوماسية سبباً في تدخل الانكليز لوقف إطلاق النار، ليُعلن القوتلي في 1 آب من عام 1945م، عيداً وطنياً لتأسيس الجيش السوري، وفي 17 نيسان سنة 1946م، أقام عيد الجلاء الأول في سورية بمشاركة عربية واسعة.
- في عام 1947م تم التمديد لفترته الرئاسية مرة ثانية بعد حصول القوتلي على أغلبية برلمانية تسمح بتعديل الدستور الذي لم يكن يسمح لغير فترة رئاسية واحدة تستغرق أربع سنوات.
- في 30 آذار من سنة 1949م، حصل انقلاب “حسني الزعيم” حيث اعتقل القوتلي ورئيس وزارته، وليُعلن القوتلي استقالته، وبعدها تم اطلاق سراحه مع مصادرة أملاكه وأملاك أبناءه، ثم تم نفيه إلى سويسرا ثم حل ضيفاً على الملك فاروق الأول في مصر.
- عاد القوتلي إلى سورية سنة 1954 بعد وصول جمال عبدالناصر لرئاسة مصر، وتولي هاشم الأتاسي لرئاسة سورية، وإعادة العمل بالدستور السوري.
- تم انتخابه رئيسا لسورية سنة 1955م، وليتحول باتجاه المعسكر الاشتراكي، وتتوتر العلاقة بينه وبين الأمريكان والأتراك الذين اعتبروه مُناصراً للاتحاد السوفيتي إبان الحرب الباردة.
- في شباط من عام 1958م وقع القوتلي “ميثاق الوحدة السورية المصرية” بعد موافقة البرلمان السوري، وتنازل عن رئاسة الجمهورية العربية المتحدة لصالح “جمال عبد الناصر” الذي وصف القوتلي بالـ “المواطن العربي الأول”.
- كانت سياسات عبد الناصر خصوصاً قضية التأميم سبباً في توسع الخلافات بينه وبين القوتلي، ليدعم القوتلي الانفصال سنة 1961م عن مصر من سويسرا حيث كان يتلقى فيها العلاج، بخطاب مُتلفز نقله التلفزيون السوري، لتستمر القطيعة بينه وبين عبد الناصر حتى حرب حزيران سنة 1967م.
- رفض القوتلي طلب عودته لرئاسة سورية حيث قرر اعتزاله العمل العام.
- في 30 حزيران من سنة 1967م توفي “شكري القوتلي” في بيروت عن عمر ناهز 75 عاماً إثر سماعه خبر سقوط هضبة الجولان بيد اسرائيل، ليُعاد جثمانه إلى دمشق مُجللاً بالعلم السوري بواسطة الملك فيصل بن عبد العزيز، حيث خرجت دمشق في تشييعه، وصُلي عليه في الجامع الأموي، ودفن في مدافن الأسرة بمقبرة “الباب الصغير” في دمشق.
إننا في تيار المستقبل السوري، إذ نستذكر ذكرى الجلاء والاستقلال في شهر نيسان، فإننا نستحضر أحد رجالات الاستقلال، وواحداً من رموز أعلام الدولة السورية الأولى، فخامة الرئيس شكري القوتلي، ضمن ملف متسلسلٍ نقدمه لكم ليضمُّ رموز وأعلام الدولة السورية، رغبةً منا بربط حاضرنا الثوري المعاصر بماضٍ صلبٍ ومحطاتٍ تاريخية، رجاء أن نُحيِيَ في شعبنا الحاجة لبناء وصناعة رجال دولةٍ بامتياز، فيحفظوا الوطن، ويصونوا المكتسبات، ويعيدون للدولة السورية عزّها ومجدها، بعد سنوات الظلم والاستبداد والفساد.