الكلمة التي ألقاها رائد الفضاء اللواء محمد فارس في فعاليات إسطنبول الذكرى العاشرة للثورة السورية المباركة
إسطنبول _ تركيا
بسم الله الرحمن الرحيم
السَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه:
إلى شعبِنَا السُّوريِّ الحُرِّ الثّائرِ والصّامد
مِن درعَا جنوباً إلى القامشليِّ شمالاً، ومن السَّاحلِ السّوريِّ غَرباً حتَّى دَير الزّور شَرقاً
نقفُ هُنَا الآنَ في المغتربِ وقد مرَّتْ علينَا عَشرْ سنواتٍ عِجَافٍ أذْهَلنَا العَالَمَ فيهَا بِصبرِنا وعزيمَتِنا، وإصرارِنا على تحقيقِ هَدَفِنَا المشترك … ألا وَهُوَ إزالةُ نِظامِ الأسدِ المُستبدِّ، كمرحلةٍ رئيسيّةٍ لبناءِ وطنِنا الحَبيبِ سوريَّةَ الحُرَّةِ الدِّيمقراطيَّة.
عشرُ سنواتٍ مِن عُمُرِ ثورةِ الياسمينِ تَعرَّضَ شعبُنا خلالَها لحربٍ مُدَمِّرَةٍ شنَّها نظامُه المُجرمُ مُستعيناً بجيشٍ بنَاهُ على الطائفيَّةِ المَقيتةِ منذُ عقود!
نظامٌ قَتَلَ البَشَرَ ودَمَّرَ الشَّجَرَ والحَجَر، وقامَ بتهجيرِ شعبِنَا مِن أرضهِ ودياره، حتَّى بلغَ عدَدُ الشُّهداءِ ما يقربُ على المليونِ شهيدٍ!
والمهجَّرونَ والنَّازحون على أكثرَ مِن عَشْرَةِ ملايينٍ في أنحاءِ العالَم ومُخيَّماتِ النُّزوح.
ناهيكم عَن مئاتِ الآلافِ مِنَ المُعتقلينَ والمسجونين، والمُختفينَ قسريَّاً في سجونِ النِّظامِ ومعتقلاتِ الميليشياتِ الطَّائفيّةِ التَّابعةِ له.
كلُّ هذا وشعْبُنا مُتمسِّكٌ بحقِّهِ في نيلِ الحُريَّةِ والكرامَةِ، وفي بناءِ دَولَتِهِ المَدنيَّةِ وحُكمِهِ الدِّيمقراطيِّ، الذي يُحقِّقُ المُساواةَ والعَدالةَ لجميعِ أبناءِ الشَّعبِ دونَمَا تمييزٍ دينيٍّ أو قوميٍّ أو مناطقيّ.
إنَّنا كسورييِّنَ في الذِّكرى العَاشرةِ لانطلاق ثورَتِنَا العَظيمةِ نناشِدُ العَاَلَمَ الحُرَّ تَمكينَ شَعبِنا مِن تقديمِ المُجرمِ بشَّارٍ الأسد وكلِّ مَن تلطَّخَت أياديهِم بدماءِ السُّوريِّينَ الأبرياءِ لمَحاكِمِ العَدالةِ، لينالُوا جزاءَهُمُ العَادلَ على ما ارتكبوهُ مِن جرائِمَ حَربٍ وإبادةٍ في سُورية.
كما نتوجَّهُ إلى العَالَمِ كُلِّهِ للضَّغطِ على إيرانَ و رُوسيا وحُلفائِهِمَا تطبيقَ قراراتِ الأمَم المُتَّحِدَةِ بشأنِ المسألَةِ السُّوريَّةِ ذاتِ الصِّلَةِ.
وتطبيقَ قراراتِ مؤتمرِ جنيف 2118 و 2254ِ الَّتي تَنُصُّ كُلُّهَا على إيقاف الحربِ، وتشكيلِ هيئَةِ حُكمٍ انتقاليٍّ كاملةِ الصَّلاحيَّةِ، والإفراجَ الكاملَ عَنِ المُعتقلينَ والمُغيَّبِينَ، والّذينَ يتجاوزُ عدَدُهُم مئاتِ الآلافِ في سجونِ النِّظام، والّتي كشَفَت وثائقُ قيصر عَن فظاعَتِها، وأدَّت إلى إدانَتِها عَالميَّاً، وإصدارِ قانونِ قيصرَ لمعاقبةِ المُجرمين، وكذلكَ جميعِ أسماءِ المقتولينَ في سجونِ النِّظامِ ممّن لا تزالُ أسماؤهم طيَّ الكِتمانِ حتّى يومنا هذا.
إنَّنا نقولُ لشَعبِنا في كلِّ مكانٍ أنَّهُ آنَ الأوانُ لتحقيقِ الوَحدَةِ الوطنيَّةِ .. وَحدَةِ العَملِ السِّياسيِّ والعسكريِّ وكذلكَ المَدنيّ، ( فَقُوَّتُنا في وَحدَتِنا ) تلكَ الوَحْدَةُ التي تَستَندُ إلى مَشروعِ عَمَلٍ جادٍّ وصادقٍ هوَ أساسُ تَحقيقِ النَّصرِ وبناءِ الدَّولةِ القويَّةِ.
ونطلبُ فوراً مِن جميعِ الفَصائلِ المُقاتِلَةِ الوَحدَةَ ضِمنَ جيشٍ وطنيٍّ سوريٍّ حُرّ، يستطيعُ الصُّمودَ وردَّ العُدوانِ، وحمايَةَ الأرضِ والممتلكاتِ، ويساهِمُ مستقبلاً في بناءِ جيشِ سوريَّةَ الوطنيّ.
يا شعبَنا السُّوريَّ الحرّ، إنَّنا في الذِّكرى العاشرةِ للثَّورةِ السُّوريَّةِ نُعلنُ أنَّنا صَفٌّ واحدٌ يَجمَعُنا عَلَمُ الثَّورةِ، ويوحِّدُنا هدَفُها المُشترَك، وأنَّ سقفَنَا هوَ الوَطنُ، ومشروعُنَا هوَ الخَلاصُ مِنَ الطَّاغيةِ الأسدِ ونظامِهِ الدَّمويّ.
وأنَّهُ لا شَرعيّةَ لنظامِ الأسدِ ولن يَكون! وأنَّ ما يُحضَّرُ لهُ مِن انتخاباتٍ هيَ باطِلةٌ ولاغية، وأنَّهُ لا حَلَّ في سوريّةَ دونَ رحيلِهِ بل ومُحاكَمَتِه.
كمَا أنَّنا نرفضُ إعادَةَ تعويمِ النِّظامِ ومحاولاتِ عودتهِ للجامعَةِ العربيَّةِ أو أيَّ شكلٍ مِن أشكالِ التَّعاونِ معهُ تحتَ أيّ مُسَمَّى، مثلَ إعادةِ الإعمارِ أو تخفيفِ الحِصَار أو غيرَ ذلك.
إنّنا إذ نُثمِّنُ التّصريحَ الأخيرَ للأمينِ العامِّ للأممِ المُتّحدةِ السّيد أنطونيو غوتيرس في مقرّ الجمعيّة العامّ، فإنّنا ندعو مجلس الأمن التَّنسيقَ المباشرَ مع أطيافِ المُعارضةِ السوريّةِ للدُّخولِ في مفاوضاتٍ سياسيّة جادَّةٍ من أجل تسهيلِ الانتقالِ السّياسيِّ للسُّلطةِ في سوريّةَ بعيداً عن مصالح الدّول (وخاصّةً أمريكا وروسيا وحلفائهما في المنطقة).
نَتَرحَّمُ ونُحَيِّي شُهدَاءَ ثَورتِنا على امتدادِ أرضِ الوطنِ، وندعُو بالشِّفاءِ للجَرحى والمُصابين، وبالحُريَّةِ للمُعتقلين، ومزيدٍ مَنَ العَمَل لِدَعمِ صُمودِ أهلِنا في المُخيَّمات.
عاش شعبُنا السّوريُّ العظيم وعاشَت ثورتنا مستمرةً حتَّى تحقيقِ النَّصر
فعّاليات اسطنبول
2021/03/13