الحرب الشمسية والقمرية
أي الفريقين أولى بالنجاح ؟
الفريق المحبوس إلى الابتكار أم الفريق المحبوس عن الابتكار ؟
مقدمة :
إن المراقب البسيط يلاحظ القفزات التكنولوجية الهائلة التي حدثت خلال السنوات الأخيرة , وتطور الأسلحة ودخول الروبوتات إلى المعارك , وخلف كل روبوت تقف مؤسسات ضخمة الإمكانيات تحبس فرقا من العلماء والخبراء عن الجدال النظري والتفلسف العقيم وتحصر جهدهم وعبقريتهم في تطوير التكنولوجيا وتخلّي بينهم وبين الابتكار ,
ذلك الروبوت الآلي يدخل المعارك وهو مغطى بالشرعية ومؤيد بالقانون.
الفريق المحبوس إلى الابتكار: | الفريق المحبوس عن الابتكار : |
عزلوا أنفسهم عن اللهو و التسلية | تم عزلهم عن السفر والحياة والبحث |
مليء بالخبرة وفارغ من الجدل | مليء بالفراغ و الجدل |
متألق نفسيا بسبب الإنجاز | قلق من الضغوطات النفسية في السجن |
مشغول بالبحوث والتجارب | مشغول بالتفكير بمصيره المجهول |
يبحث عن الاكتشاف | يبحث عن الانتقام من الظالم |
فقير جدال وفلسفات | فقير إمكانات وأدوات |
فإذا وقعت الحرب ودخلها الفريقان وهم مطاردون من قوات المسيطروقوانينه ,
سيدخلونها بعيدا عن الضوء ففريق متخم بالتجارب ويدفعه الطموح للمزيد وفريق متخم برغبة الانتقام واعتاد الجدل , وفقيرجدا بالإمكانات , مما يجعلهم فيما بعد شرهين للامكانات التي هي نقطة ضعفهم , فيوظفون الجدال ويخلطونه بالثقافة والأعراف لتوجيه المتعاطفين معهم نحو صيد الإمكانات وجلبها لهم .
الجبهة الشمسية والجبهة القمرية
ومع وجود هؤلاء وهؤلاء قونن الانسان حياته ونظمها بالقوانين , حتى الحرب وضع لها القوانين وعقد الاتفاقيات لتطبيقها , وسعيا للسلم مع تطور الأسلحة المدمرة والفتاكة , تزداد وتكثرالقوانين الصارمة التي يظن الانسان أنها تمنع الحرب أو تحول دون وقوعها , ولكن الانسان هو نفسه بطمعه وجهوليته وغريزته , وهذا يعني أن الأسباب المولدة للحروب ستبقى , فالحرب قدر لا مفر منه وسنة مستمرة والله أعلم ,
فلماذا كل تلك القوانين ؟ ولم كل تلك الاتفاقيات والأنظمة ؟
أرى أنه للحرب جبهتين ,
جبهة شمسية :
- تتمتع بالمشروعية .
- وتتصف بالقانونية .
- وتتم فيها الحروب بشكل معلن .
- وظاهرة الأدوات كالعقوبات و الضربات العسكرية وخفية التكتيك .
- و لكل طرف مؤيدين وحلفاء .
- قاداتها ظاهرون معروفون ويتمتعون بالقبول والتأييد الشعبي.
جبهة قمرية :
- لا تتمتع بالمشروعية .
- لا تتصف بالقانونية .
- تتم فيها الحروب بالوكالة كالميليشيات وبأدوات سرية كالرشاوي .
ولكن كل القوانين التي يراد منها منع الحروب , وكل أسلحة الردع والتدمير الشامل , ستعيق اندلاع الحروب الشمسية لتزيد الفرصة لصالح الحروب القمرية التي تنشب في الظلام وتحت الغلس ,
لتختلط بها الأسهم والرماح والعدو المفترس والصديق المختلس , فالجميع يكون في حل من القيود والقوانين التي صكها ووقع عليها ضمن الحرب الشمسية ,
فالقوانين بالنهاية قيود ملزمة والتخلص منها يعني انقلاب على الذات ودخول في الفوضى المطلقة , والحل هو قيود في النهار وفوضى في الليل ,
لذلك ستقوم الخفافيش بعقد الاتفاقيات وسن القوانين التي تمنع الحرب الشمسية ,
لأنها تمتلك أدوات وامكانيات وخبرات تجعلها الأقدر على الاستفادة من التكتيك تحت الغلس ,
فلا يحاربون علنا إلا من وراء التحصينات الشرعية و القانونية ,
وكلما تعددت الأطراف وتنوعت وتضاربت المصالح للأطراف المتصارعة كلما تشابكت القوانين وتعقدت وذلك يدفع باتجاه حرب الغلس ويزيد سعارها ,
لذلك سيسعون لإنشاء الغلس هروبا من القوانين ومن قواعد الصراع التي نظموها وعقدوا عليها المواثيق ,
وغلس الحرب هو لفيف من المجاهيل التائهة وقليل من الشوارد الموجهة يتم تحميلهم شيفرات
الانقلاب على القواعد الشمسية , ليدور الصراع القمري حيث تغيب الشرعية والقانونية ,
وتلك البيئة يستفيد منها الفريق الأقوى أكثر مما يبذل , ويبذل فيها الفريق الأضعف أكثر مما يستفيد .
جعفر الصادق طحان